دمشق-سانا
عقدت وزارة الطاقة اليوم اجتماعاً ضم المنظمات المحلية والدولية العاملة في سوريا بهدف تنسيق الجهود لتعزيز استدامة قطاع المياه.

وأكد الاجتماع الذي انعقد في مقر الوزارة بدمشق على ضرورة تطبيق معايير ضمان ومراقبة السلامة البيئية لحماية الموارد المائية، والعمل على تحديث نظام التعرفة بشكل عادل وشفاف مع الحفاظ على دعم الفئات الأكثر ضعفاً، بما يشمل إطلاق برامج وطنية لترشيد الاستهلاك، والبدء بتركيب “العدادات الذكية” لكل شرائح المستهلكين.
وناقش الاجتماع جملة من الحلول لتعزيز الإمدادات المائية من أبرزها الإسراع في استثمار الينابيع الساحلية، والتوسع في مشاريع حصاد مياه الأمطار لرفع التخزين السطحي، والعمل على تحلية مياه البحر، إضافة إلى تطوير نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ونظم المعلومات الإدارية (MIS).

وأوضح معاون مدير الإدارة العامة للمياه في وزارة الطاقة طاهر العمر لمراسلة سانا أن اجتماع اليوم مع المنظمات العاملة في قطاع المياه يأتي ضمن سلسلة الاجتماعات الدورية التي تُعقد كل شهرين تقريباً، بهدف تنسيق الجهود وتعزيز الشراكة في دعم قطاع المياه وتحسين واقعه في مختلف المحافظات.
وأكد أن الوزارة تعمل حالياً على إعادة تأهيل قطاع المياه واستعادة عافيته من خلال خطط مرحلية، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستتضمن تنمية الخدمات وتحسين استدامتها لضمان وصول مياه مستقرة وآمنة للأجيال الحالية والقادمة.

ولفت العمر إلى أن الدعوة إلى الاجتماع كانت دعوة عامة ومفتوحة لكل المنظمات العاملة في سوريا، مشيراً إلى أن التنسيق بين وزارة الطاقة وإدارة تنسيق القطاع يسهم في تنظيم العمل وتوجيه الدعم بما يخدم أولويات إعادة الإعمار وتعزيز قدرة الشبكات على تلبية احتياجات المواطنين.
خطة مرحلية لإعادة تأهيل القطاع وتحسين جاهزيته التشغيلية

بدوره، بيّن مدير تنظيم قطاع المياه في وزارة الطاقة عبادة مبيض أن خطة الوزارة تركز حالياً في مرحلتها الأولى على إعادة تأهيل قطاع المياه واستعادة جاهزيته التشغيلية، على أن تتبعها مراحل لاحقة تُعنى بتطوير الخدمات وضمان وصولها بشكل مستقر ومستدام للأجيال الحالية والمستقبلية، مؤكداً استمرار التنسيق مع كل الجهات المعنية بما يخدم النهوض بهذا المرفق الحيوي.
مشاريع إستراتيجية في المخيمات والمناطق الأكثر احتياجاً
في سياق متصل، أشار منسق قطاع المياه والإصحاح في منظمة الرؤية العالمية في سوريا أحمد الخليل إلى أن المنظمة تعمل منذ عام 2013 على تنفيذ العديد من المشاريع داخل المخيمات، وتقدم مختلف الخدمات الأساسية التي تسهم في تحسين ظروف الحياة حيث وصلت خدماتها في بعض السنوات إلى ما بين 300 و400 ألف مستفيد.

وأوضح الخليل أن المنظمة خلال السنوات الماضية عملت على تنفيذ مشاريع إستراتيجية في قطاع المياه، منها مشروع للطاقة الشمسية في محطة العرشاني بإدلب بالتعاون مع الإدارة العامة للمياه والمؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، والذي يُعد من المشاريع الريادية على مستوى سوريا، بالإضافة إلى مشروع للطاقة الشمسية في محطة ضخ شرّان التي تغطي مدينة اعزاز، مشيراً إلى أن هذه المشاريع شكّلت خطوة مهمة في تعزيز الاستدامة وتحسين خدمة المياه في تلك المناطق.
ولفت إلى أن المنظمة جهّزت عشرات المحطات بالمعدات الميكانيكية والكهربائية، إضافة إلى تنفيذ شبكات مياه وصرف صحي في عدد من المناطق التي كانت بأمسّ الحاجة لهذه الخدمات ضمن جهود متواصلة لتحسين واقع المياه ودعم المجتمعات المحلية.
وكانت وزارة الطاقة ناقشت في اجتماعها المنعقد في السادس عشر من أيلول الماضي الأسس الأولية لتحديث إستراتيجية قطاع المياه والإصحاح البيئي، ويأتي اجتماع اليوم استكمالاً لهذه الجهود وتأكيداً على استمرار العمل المشترك لضمان تحسين الخدمات واستدامة الموارد المائية في مختلف المناطق.


