دمشق-سانا
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في سوريا بالتعاون مع جمعية جذور، وبالتنسيق مع الوزارات المعنية فعالية “البذرة الزرقاء” في حديقة تشرين بمناسبة اليوم العالمي للطفل، بهدف دعم الأطفال وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم عبر الفنون والإبداع، من خلال مسابقات وورش عمل وأنشطة تفاعلية.

وخلال الفعالية، أكدت نائبة ممثلة اليونيسف في سوريا زينب آدم في كلمة أن المنظمة تحتفل بالطفولة تحت شعار “يومي حقوقي” مشددة على استمرار الاستثمار في الطفولة السورية وبناء أنظمة تضمن لهم النمو في بيئة يسودها السلام والكرامة والأمن.
وأشارت آدم إلى أن الأطفال بحاجة إلى أنظمة تحميهم وترعاهم وتتيح لهم فرص المشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم، مشيرة إلى أن المنظمة تدعم جهود ضمان حصول كل طفل على التعليم والرعاية والمياه النظيفة والحماية، وذلك من خلال التعاون مع الوزارات السورية والشركاء.
الأطفال بوصلة لصناعة السياسات
وأكد ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بهجت حجار، على حق الأطفال في الاحتفال والتمتع بجميع حقوقهم، وأن يكونوا بوصلة صناعة السياسات في سوريا، لافتاً إلى ضرورة أن يتحمل المسؤولون والمنظمات الدولية مسؤولياتهم والتزاماتهم في حماية الأطفال، وأن تفسح المناهج الدراسية مجالاً للإبداع، وأن يكون الأساس فيها المواطنة وحقوق الإنسان والطفل.
وأشار حجار إلى أنّ الأطفال في سوريا عانوا طوال 14 عاماً بسبب الحرب التي شنّها النظام البائد، موضحاً أنّ الوزارة تعمل على إعادة رسم سياسات تحمي الطفولة، بالتعاون الكامل مع اليونيسف وباقي المنظمات الأممية.
الإبداع النابع من عمق المعاناة
سفير منظمة اليونيسف في سوريا، الفنان قيس الشيخ نجيب، أوضح في تصريح لمراسل سانا، أنّ فعالية اليوم تتيح للأطفال المشاركة والتعبير عن أنفسهم، كما تشكل هذه الأنشطة مساحة يُعبّر فيها الأطفال عن معاناتهم الناجمة عن تبعات السنوات الـ14 الماضية.

وبيّن الشيخ نجيب أنه اطلع خلال الفعالية على تجارب لافتة، من بينها ابتكارات في مجالات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث قدّمت إحدى الفتيات اختراع روبوت قادر على كشف مخلفات الحرب، استناداً إلى قصة واقعية عاشتها، ما يعني أن هذا الإبداع نابع من عمق المعاناة.
وبيّن أنّ الفعالية ضمّت رسومات أظهر فيها الأطفال مشاعرهم وما واجهوه خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن التعبير الفني يساعدهم على التخلص من آثار التجارب المؤلمة، ما يؤكد أنّ خروج الإبداع من قلب المعاناة يشكّل مصدر إلهام للمجتمع ويدفع نحو التفاؤل بمستقبل جيد لسوريا.
ويُحتفل باليوم العالمي للطفل في الـ 20 من تشرين الثاني من كل عام، ويشكل فرصة للتركيز على القضايا التي تهم الأطفال حول العالم





















