دمشق-سانا
نظّم مجلس الشراكة والتحالف السوري ودول الشمال الأوروبي “سينباك” بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية اليوم، ندوة تهدف لتقديم مقترح مشروع حول الدعم المناسب للفلاحين، والمساهمة في تحسين زراعة الزيتون في المناطق التي تعرضت أراضيها للضرر خلال السنوات الماضية، وإحيائها من جديد.
دعم الفلاحين

وخلال الندوة التي أقيمت في بيت فارحي بدمشق، بعنوان “إحياء غصن الزيتون في سوريا“، استعرض ممثلو المجلس تفاصيل المشروع الذي تضمن تحديد منطقتين من المناطق الأكثر هشاشة واحتياجاً، واستخدام الأساليب الحديثة لدعم العملية الزراعية على أن يتم تعميمها على باقي المناطق في حال نجاحها.
تحسين الواقع الزراعي
وتركزت مناقشات المشاركين حول سبل تقديم الدعم اللازم للنساء الريفيات المتضررات، وتعزيز التنمية الزراعية في المناطق الأكثر هشاشة بدعم من الجهات المانحة والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الزراعي، ومواجهة تداعيات الجفاف الذي طال العديد من المساحات الزراعية في المحافظات، ولا سيما قطاع الزيتون إلى جانب دعم التعاونيات الزراعية وتحديث الأساليب المتبعة.
واستعرض المشاركون نماذج من الأراضي الزراعية المتضررة، وصعوبة قيام الفلاحين بزراعة محاصيلهم، ومجموعة من الاقتراحات التي من الممكن تطبيقها في سبيل تنمية الزراعة المحلية في القرى والمناطق التي تعاني من ظروف عدة تجعل الزراعة فيها صعبة أو مستحيلة في ظل التحديات الاقتصادية، والطبيعة الزراعية لها، أو بسبب الألغام والمخلفات الحرب، إضافة إلى أهمية دعم قطاع الزيتون رغم الصعوبات التي واجهت هذا الموسم، وتحسين جودته وإنتاجيته، وضرورة إدخال التكنولوجيا ونشر ثقافة العمل التعاوني.
إعادة إحياء شجرة الزيتون

وبينت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة عبير جوهر، في تصريح لمراسل سانا، أن المشروع يهدف إلى إعادة إحياء شجرة الزيتون بعدما شهد هذا القطاع الحيوي تدهوراً كبيراً خلال السنوات الماضية في ظل الدمار الذي طال الأراضي والمنشآت الزراعية، ما أدى إلى تهجير المزارعين من أراضيهم، وحرمانهم من العناية بأشجارهم.
ولفتت جوهر إلى أن المشروع يمكن أن يسهم في تحقيق التنمية الريفية المستدامة، وخاصة أن شجرة الزيتون تشكّل ركيزة أساسية في معظم المناطق الريفية في سوريا، مبينة أن وزارة الزراعة تبذل جهوداً كبيرة في دعم هذه المشاريع، ومستعدة للتعاون مع المغتربين والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية لتقديم الدعم الفني والبيانات والإحصائيات اللازمة، وتوفير الكوادر المختصة لضمان تنفيذ هذه المبادرات بشكل فعّال.

أحد مؤسسي “سينباك” مصطفى نور الله لفت إلى أن المشروع يدعم السوريين الذين اضطروا لترك قراهم وأراضيهم خلال السنوات الماضية، ويسعى إلى إعادة تأهيل مزارع الزيتون المتضررة، وتقديم التدريب للمزارعين على أحدث تقنيات الإنتاج الزراعي، وتمكينهم من العودة إلى أراضيهم والمساهمة في التنمية الريفية المستدامة.
وتكمُن أهمية هذه المبادرات، وفق نور الله، في تبادل الخبرات والمعرفة، ومحاولة نقل التكنولوجيا الحديثة وأساليب الزراعة المتطورة إلى الداخل السوري، حيث إن السوريين في الخارج ولا سيما في السويد، اكتسبوا مهارات ومعرفة جيدة يمكن الاستفادة منها بما يدعم القطاع الزراعي.
السويد إلى جانب تطوير سوريا

ولفتت القائمة بأعمال السفارة السويدية في سورية جيسكا سفاردستروم إلى أهمية هذه الخطوات في سبيل تحقيق التنمية في سوريا، في ظل التحديات التي تواجهها، وتبادل الخبرات، واستعراض تجارب العديد من الدول والمنظمات، مبينة أن السويد مستعدة للمساهمة في تبادل الخبرات، والمساعدة في إعادة إعمار سوريا، وتحسين واقعها على المستويات كافة.
مدير العلاقات العامة في الاتحاد العام للفلاحين بسام الحسين نوه بالجهود المبذولة من قبل المغتربين والمنظمات المحلية والدولية في دعم الفلاحين، وخاصة العائدين إلى أراضيهم بعد سنوات من التهجير والراغبين في إعادة إعمار وزراعة أراضيهم من جديد، مشيراً إلى جهوزية الاتحاد للتعاون مع أي منظمة أو جهة أو جمعية تمتلك مثل هذه المبادرات البناءة، وتقديم الدعم الفني والمؤسساتي اللازم لإنجاحها.

حضر الندوة ممثلون عن وزارتي الزراعة والشؤون الاجتماعية والعمل، والفعاليات الزراعية والمنظمات الأممية والدولية الزراعية والمحلية الاجتماعية والشبابية، والخبراء والأكاديميون.
يذكر أن “سينباك” منظمة غير حكومية ومستقلة تعمل كجهة مرخصة في السويد، وتكرس جهودها لخلق فرص حقيقية من خلال التعاون، وتبادل المعرفة، والشراكات الإستراتيجية، وتحفيز ودعم التعاون المثمر بين سوريا ودول الشمال الأوروبي، بهدف بناء مستقبل قائم على الابتكار، المرونة الاقتصادية، والتنمية المستدامة، واستثمار الخبرات والإمكانات والفرص الموجودة وبناء الجسور مع هذه الدول لدعم الاقتصاد السوري.




