دمشق-سانا
استعرضت ندوة أقامتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في معرض دمشق الدولي، مسيرة منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” منذ تأسيسها عام 2014 وحتى اليوم، مرورًا بالمحطات البارزة التي واجهتها والمعاناة التي خاضتها، حتى أصبحت مؤسسة قادرة على تنفيذ مهامها في أصعب الظروف.

مدير مديرية الدفاع المدني في دمشق حسن الحسان أوضح خلال الندوة، أن “الخوذ البيضاء” حملت على عاتقها مهمة إنقاذ الحياة وسط الموت، فواجهت قسوة الحرب بالإغاثة والإنقاذ، لتتحول إلى واحدة من أبرز النماذج الإنسانية الملهمة.
وأشار إلى أنه مع تصاعد القصف الممنهج من قبل النظام البائد أواخر عام 2012، ظهرت الحاجة إلى بدائل مدنية تسد الفراغ الخدمي والإنساني، بعد انسحاب مؤسسات الدولة من بعض المناطق، فانبثقت مبادرات تطوعية جمعت مئات السوريين تحت هدف واحد: إنقاذ الأرواح.
نحو التنسيق والتأسيس الرسمي
في دمشق وريفها كما في إدلب ودرعا وحمص، تشكلت مجموعات دفاع مدني بإمكانات بسيطة، واجهت يوميًا تبعات القصف رغم غياب الخبرة والتجهيزات، إلا أن الحافز الإنساني كان كافيًا لخلق فرق إنقاذ محلية تنقذ الأرواح وتمنح الأمل تحت الرماد.

وأوضح الحسان أن بداية عام 2013 شهدت اتصالات بين هذه الفرق المتناثرة، ما فتح باب التنسيق وتبادل الموارد المحدودة، إضافة إلى تلقي تدريبات متخصصة رفعت من جاهزية الطواقم، وفي الـ25 من تشرين الأول 2014، عُقد الاجتماع التأسيسي الأول في مدينة أضنة التركية، حيث أُقر ميثاق المبادئ للعمل تحت القانون الإنساني الدولي، وتم اعتماد اسم “الدفاع المدني السوري” تحت شعار: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.
مشاريع نوعية وخدمات واسعة
وأضاف: إن عام 2015 شكّل منعطفًا حين أطلق الناس اسم “الخوذ البيضاء” على فرق الدفاع المدني، ومن أبرز مشاريعها نظام “الراصد” للتحذير المبكر الذي دخل حيّز التنفيذ في آب 2016، وساهم في تقليل ضحايا الغارات الجوية عبر إرسال تنبيهات آنية عن حركة الطيران.
كما لعبت الفرق دورًا بارزًا في توثيق هجمات الأسلحة الكيميائية، التي نفذها النظام البائد عبر تصوير الأدلة وتقديمها للمنظمات الدولية، وفي الاستجابة لزلزال شباط 2023 الذي ضرب شمال وغرب سوريا، حيث واصل المتطوعون عملهم لأيام بموارد محدودة.
دور مجتمعي متكامل

وبيّن الحسان أن مهام الدفاع المدني لم تقتصر على الإغاثة، بل شملت: إزالة الأنقاض، إعادة تأهيل المدارس، تنظيف شبكات الصرف الصحي، دعم الفئات الأشد تضررًا، وإطلاق حملات توعية بمخاطر مخلفات الحرب والسلامة المنزلية، ما أسهم في مساعدة آلاف العائلات في الشمال السوري.
وختم الحسان بالتأكيد، أن الدفاع المدني بعد انضمامه رسميًا إلى وزارة الطوارئ، توسّعت مهامه ومشاريعه؛ لتشمل كامل الأراضي السورية، ويعمل حاليًا على زيادة عدد عناصره وكوادره لمواكبة هذا الدور الوطني الشامل.





