الخرطو-سانا
تستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على عدة محاور في وسط وجنوب السودان، الأمر الذي أدى إلى موجات نزوح كبيرة تشهدها عدة مناطق، ما يدفع بالمنظمات الأممية إلى التحذير من الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعاني منها السودانيون.
معارك مستمرة في دارفور وكردفان
تشهد بلدتا أبوليحة وأمبرو شمال غرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، منذ أيام هجمات وتصعيداً عسكرياً من جانب “الدعم السريع”، في ظل سعيها إلى استكمال سيطرتها على المناطق الشمالية والشرقية من الولاية، وتشير مصادر ميدانية، إلى تقدم قوات الجيش نحو استعادة مناطق أمبرو وكرنوي بغطاء جوي من المسيرات وسلاح الطيران.
وفي محور كردفان قالت مصادر عسكرية: إن الجيش السوداني وجه ضربات مدفعية وصاروخية ضد مواقع وتمركزات “الدعم السريع” في مناطق عدة بشمال وجنوب كردفان، وذلك ضمن عملياته التي حقق خلالها تقدماً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، فاستعاد مطلع الأسبوع الجاري، السيطرة على منطقة الدنكوج الاستراتيجية، 15 كيلومتراً شمال مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
نزوح مئات الآلاف نحو الشمال
ومع استمرار المعارك، أعلن تحالف قوى جبال النوبة المدنية في بيان اليوم، أن نحو 825 ألف شخص نزحوا من مدن ولاية جنوب كردفان، خصوصاً كادوقلي والدلنج، اللتين تطوقهما قوات الدعم السريع، على مدى الأسابيع الماضية، موضحاً أن أكثر من 583 ألفاً منهم وصلوا إلى مناطق شمال البلاد وفق أحدث البيانات المتاحة.
وقال التحالف: إن المدنيين تعرضوا لانتهاكات وعمليات قتل نتيجة التصعيد العسكري، وإن مدن جنوب كردفان، وعلى رأسها كادوقلي والدلنج، تواجه حصاراً مشدداً تفاقم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على بابنوسة وهجليج في ولاية غرب كردفان، ما أدى إلى شلل في الحركة وتعطل الخدمات، بما في ذلك انقطاع الاتصالات، ما ترك العديد من الأسر غير قادرة على المغادرة أو البقاء.
ودعا التحالف جميع الأطراف إلى عدم عرقلة خروج السكان من كادوقلي والدلنج، والامتناع عن استهداف المناطق المأهولة ومواقع تجمع النازحين، مطالباً المنظمات الإقليمية والدولية وصناديق الدعم بالتحرك العاجل لتقديم المساعدة للنازحين الذين يواجهون الجوع والمرض والبرد.
مسؤولة أممية: الفاشر “مسرح جريمة”
بدورها وصفت منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون الوضع في مدينة الفاشر بغرب السودان بعد زيارة موظفي الإغاثة الدوليين إليها لأول مرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، بأنها تشبه إلى حد كبير “مسرح جريمة”.
وقالت: إن المدينة كانت مهجورة إلى حد كبير، ولم تُشهد أية حركة طبيعية للسكان، حيث وجد موظفو المنظمة الذين زاروا الفاشر يوم الجمعة الماضي لبضع ساعات، عدداً قليلاً جداً من الأشخاص، معظمهم يعيشون في مبانٍ مهجورة أو في مخيمات بدائية مصنوعة من أغطية بلاستيكية.
وأوضحت براون أن الزيارة كانت تهدف لتقييم إمكانية الوصول الآمن إلى المدينة، تمهيداً لإدخال الإمدادات الأساسية، والزيارات المقبلة ستركز على جانب المياه والصرف الصحي، معربة عن قلقها البالغ بشأن المصابين الذين لم يتمكن الفريق من رؤيتهم، والذين ربما يكونون رهن الاحتجاز.
وتستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة منذ نيسان 2023، حيث أسفر القتال بين الطرفين عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.