نيويورك-سانا
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الهجرة تعد محركاً قوياً للتقدم، يعزز الاقتصادات ويربط الثقافات، داعياً إلى تسخير قوتها من أجل تعزيز التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن غوتيريش قوله في رسالة له اليوم بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين: “إن إدارة الهجرة بشكل سليم تفيد بلدان المنشأ والوجهة على حد سواء”، محذراً في الوقت ذاته من أن سوء إدارتها أو تشويه صورتها يؤجج الكراهية والانقسام ويعرض حياة الباحثين عن الأمان للخطر.
وأشار الأمين العام إلى التحديات الإنسانية الجسيمة التي تواجه المهاجرين، مبيناً أن نحو 70 ألف مهاجر لقوا حتفهم أو فقدوا منذ عام 2014 على طرق الهجرة البرية والبحرية، وسط تزايد القيود الحدودية واستغلال المهربين والمتاجرين بالبشر، ولا سيما بحق النساء والأطفال.
من جانبها، دعت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، إلى صياغة أنظمة عادلة وشاملة تحمي المهاجرين وتضمن إدارتها بكرامة، واصفة الهجرة بأنها “قصة شجاعة وعزيمة” تجمع البشر عبر الحدود.
بدورها بينت المنظمة الأممية في تقريرها بمناسبة شعار العام الحالي “قصتي العظيمة: الثقافات والتنمية”، أن المهاجرين الذين يقدر عددهم بنحو 304 ملايين شخص أي 4 بالمئة من سكان العالم، يساهمون بفعالية في قطاعات حيوية كالرعاية الصحية والبناء والتكنولوجيا، مشيرة إلى أن التحويلات المالية للمهاجرين بلغت نحو 905 مليارات دولار في عام 2024، ما دعم ملايين الأسر في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
وحذرت المنظمة من تفاقم أزمة النزوح، حيث سجلت نهاية عام 2024 نزوح نحو 83.4 مليون شخص داخلياً بسبب النزاعات والكوارث، مؤكدة أن البحر الأبيض المتوسط لا يزال من أخطر طرق الهجرة في العالم بتسجيله أكثر من 33 ألف حالة وفاة منذ عام 2014.
ويأتي إحياء اليوم الدولي للمهاجرين هذا العام في ظل تعقيدات جيوسياسية واقتصادية غير مسبوقة، حيث تفرض النزاعات المسلحة والتغيرات المناخية وتدهور الأوضاع المعيشية في العديد من الأقاليم أنماطاً قسرية من الهجرة والنزوح.
وتشير التقارير الدولية إلى أن مقاربة ملف الهجرة لا تزال تعاني من “ازدواجية المعايير” وتسييس الملفات الإنسانية من قبل بعض القوى الدولية، ما يعيق الوصول إلى حلول جذرية تبدأ بمعالجة أسباب الهجرة في دول المنشأ، وتضمن حق العودة الطوعية والآمنة، بدلاً من الاكتفاء بإجراءات أمنية حدودية أثبتت فشلها في حماية الأرواح أو تحقيق الاستقرار المجتمعي.