دمشق-سانا
تتزايد تحذيرات خبراء الأمن حول العالم من انزلاق خطير للذكاء الاصطناعي من كونه تكنولوجيا مفيدة للبشرية إلى أداة فعّالة تستغلها التنظيمات الإرهابية في تجنيد عناصر جديدة، والتلاعب بالحقائق عبر إنتاج صور وفيديوهات مفبركة، إضافة إلى تنفيذ هجمات إلكترونية واسعة، وسط مؤشرات متنامية إلى أن هذه التنظيمات بدأت بالفعل في توظيف هذه الأدوات على نطاق غير مسبوق.
ماركوس فولر، الباحث في قضايا الثغرات الأمنية في وكالة الأمن القومي الأمريكية والرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني ClearVector، أكد في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس أن الذكاء الاصطناعي بات يجعل تنفيذ الأنشطة الإرهابية أسهل، إذ يمكن لمجموعة صغيرة إحداث تأثير كبير دون الحاجة إلى تمويل ضخم.
مخاطر متصاعدة
ومع الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي، تتزايد المخاوف من استغلال تنظيمات إرهابية مثل “داعش” لهذه التكنولوجيا، وخصوصاً في عمليات استقطاب عناصر جديدة أو نشر الخوف والفوضى.
وبحسب الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون لاليبيرت، والرئيس التنفيذي حاليا لشركة Darktrace Federal المتخصصة في الأمن السيبراني، فإن مستوى التهديد مرتفع، مبيناً أن “داعش” كان من أوائل التنظيمات التي استغلت منصة تويتر المعروفة حالياً باسم “إكس”، ووجد فيها وسيلة فعّالة للتجنيد ونشر التضليل.
انتحال هويات وتطوير شيفرات
ويشير باحثون في الأمن السيبراني إلى أن تنظيم “داعش” أنشأ تسجيلات صوتية مزيفة لقياداته، كما استخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة رسائله إلى لغات متعددة بسرعة كبيرة، لافتين إلى أن الإرهابيين وقراصنة الإنترنت غالباً ما يلجؤون إلى الأصوات والفيديوهات الاصطناعية في عمليات الاحتيال وانتحال صفة مسؤولين أو جهات رسمية، كما يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في كتابة شيفرات خبيثة ورسائل موجهة تخدم أجندات متطرفة.
الذكاء الاصطناعي والأسلحة البيولوجية
وفق متخصصين فإن أكبر مصادر القلق لدى أجهزة الأمن العالمية يتمثل في احتمال استغلال الذكاء الاصطناعي لإنتاج أسلحة بيولوجية أو كيميائية، حيث حذّر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات من استخدام الذكاء الاصطناعي لصنع أسلحة دمار شامل.
ويوضح هؤلاء أن مولّد الجزيئات “ميغاسِن 2” – وهو خوارزمية تعتمد على التعلم الآلي لتطوير مركبات علاجية – تمكن عبر تعديل بسيط من إنتاج 40 ألف جزيء كيميائي ضار بالجسد البشري خلال أقل من ست ساعات، بعدما تعلمت الخوارزمية تفضيل الضرر بدلاً من الفائدة، كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل “تشات جي بي تي”، تسريع وتيرة الهجمات الإلكترونية، إذ يستطيع القراصنة إنشاء تعليمات برمجية ورسائل بريد إلكتروني ضارة بسرعة أكبر وبشكل تلقائي، ما يجعل الذكاء الاصطناعي سلاحاً ذا حدين.