القدس المحتلة-سانا
في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار وإغلاق المعابر ومنع دخول آليات الإنقاذ والمساعدات الإنسانية، ضربت العاصفة “بايرون” قطاع غزة لتعمق حجم المأساة، حيث أودت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية مؤخراً بحياة 16 فلسطينياً، بينهم ثلاثة أطفال، وألحقت دماراً واسعاً بالمنازل ودمرت آلاف الخيام للنازحين.
دمار واسع ونزوح جماعي
السيول التي اجتاحت مناطق القطاع، أدت إلى انهيار 13 منزلاً وتدمير آلاف الخيام المنتشرة في المناطق الساحلية والمنخفضة، كما اضطر أكثر من ربع مليون شخص للنزوح بحثاً عن مأوى، فيما تضررت 288 ألف عائلة بشكل مباشر وفقدت مساكنها.
الدفاع المدني الفلسطيني استجاب لآلاف نداءات الاستغاثة، بينما واجهت المستشفيات ضغطاً غير مسبوق بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تحذيرات صحية متصاعدة
وزارة الصحة الفلسطينية حذرت من تفاقم الوضع الصحي، مؤكدة أن نقص الأدوية والمستلزمات يضاعف احتمالات انتشار الأمراض ويهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، وأن تدمير شبكات الصرف الصحي والمياه يزيد من خطورة الأزمة.
كارثة إنسانية مركبة
مدير المكتب الإعلامي في غزة، إسماعيل الثوابتة، وصف العاصفة بأنها “كارثة إنسانية مركبة”، أدت إلى تعطل خطوط المياه وخروج نقاط طبية عن الخدمة، في ظل استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات.
مطالبات دولية عاجلة
مركز الميزان لحقوق الإنسان دعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وفتح المعابر، بينما شددت المديرة الإقليمية للمجلس النرويجي للاجئين، أنجليتا كاريدا، على ضرورة إدخال مواد الإيواء والمساعدات دون عراقيل، مشيرة إلى أن ما وصل لا يغطي سوى جزء يسير من الاحتياجات.
المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أعرب عن قلقه إزاء الأوضاع الكارثية، مؤكداً أن فرق الوكالة وهم أنفسهم نازحون، يواصلون العمل لسحب مياه الفيضانات، وإزالة القمامة، وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية.
قرار أممي جديد
الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في الـ 12 من الشهر الجاري قراراً يُلزم الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الـ 10 من تشرين الأول الماضي.
اختبار للبنية التحتية والمجتمع الدولي
العاصفة “بايرون” التي ضربت قطاع غزة ليست مجرد حالة جوية عابرة، بل اختبار للبنية التحتية الهشة في غزة التي أنهكتها الحرب على مدى أكثر من عامين، كما تكشف مدى جدية المجتمع الدولي في مواجهة المأساة الإنسانية ومعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة.