نيويورك-سانا
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، جلسة حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتداعيات الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وأكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل أي تقدم نحو الحرية والسلام، مشدداً على أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة حق غير قابل للتصرف.
وأوضح منصور أن استمرار إسرائيل في سياسات التهجير القسري والضم ومصادرة الأراضي يمثل محاولة متعمدة لإفشال أي مسار سياسي، مؤكداً أن فلسطين ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لفتح طريق جاد ولا رجعة فيه نحو الاستقلال والسلام.
مواقف دولية تدعو لوقف الاستيطان وضمان المساءلة
أكد مندوب الجزائر أن الأرض الفلسطينية المحتلة ما زالت مسرحاً لإراقة الدماء، مندداً بارتقاء أكثر من 310 فلسطينيين منذ وقف إطلاق النار، غالبيتهم من النساء والأطفال، وداعياً إلى الحفاظ على التهدئة وضمان المساءلة وإنهاء الاحتلال، موضحاً أن المساعدات الإنسانية تعيقها قوات الاحتلال ما يترك العائلات تواجه الشتاء بلا مأوى أو غذاء.
وشدد مندوب باكستان على ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 2803 لعام 2025، ووقف الاستيطان والتهجير القسري، مؤكداً أن السلام المعلن بالكلمات لم يجلب بعد الحماية والاستقرار الكاملين، وأن بلاده تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
وطالب مندوب بريطانيا بتنفيذ القرار بشكل فعّال وفتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، مندداً بالعنف المتزايد للمستوطنين في الضفة الغربية وداعياً إلى محاسبة المسؤولين عنه.
وشدد مندوب فرنسا على ضرورة تنفيذ القرار الدولي الجديد، معلناً مساهمة بلاده بمئة مليون يورو في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، وندّد بالانتهاكات المستمرة للقانون الدولي في الضفة الغربية.
وأكد ممثل الصين ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي مزيداً من الجهود لدفع مسار السلام، معتبراً أن تحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة أولوية، وخاصة مع التقارير التي تفيد بأن إسرائيل انتهكت هذا الإجراء أكثر من 400 مرة، داعياً إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وأعربت ممثلة اليونان عن دعم بلادها الثابت لحل الدولتين، مؤكدة أن بلادها كانت ثابتة في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، منددة بالارتفاع الحاد في عنف المستوطنين وعمليات التهجير ضد الفلسطينيين.
الأمم المتحدة: الحاجة ملحة لإعادة الإعمار وإنهاء الاحتلال
وأشار نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام رامز الأكبروف إلى أن وقف إطلاق النار في غزة صمد إلى حد كبير رغم الأوضاع الإنسانية الكارثية، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستواصل دعم جميع الجهود لإنهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين على خطوط ما قبل عام 1967.
ويأتي اجتماع مجلس الأمن في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، وتحقيق سلام عادل يقوم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.