عواصم-سانا
حذرت منظمات أممية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء ونقص المساعدات الإغاثية والغذائية.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في منشور على منصة إكس: إن “نازحي غزة يواجهون ليالي قارسة البرودة ونقصاً في الغذاء حيث نعمل على توفير الخيام في مختلف أنحاء القطاع لإيواء العائلات التي فقدت منازلها، لمساعدتها على البقاء آمنة مع اقتراب فصل الشتاء”، مشيرة إلى أن جهود الإغاثة لا تزال مقيدة بسبب قيود الوصول والاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وأوضحت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب أن “الناس في غزة عانوا كثيراً من خسائر لا يمكن تصورها، وحالياً احتياجات المأوى شديدة للغاية حيث تشير التقديرات إلى نزوح ما يصل إلى 90 بالمئة من السكان، ويحتاج ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص إلى مساعدات مأوى طارئة بشكل عاجل”.
وأضافت بوب: إن “العديد من الناس يعودون ليجدوا منازلهم قد تحولت إلى أنقاض”، محذرة من أن التعافي “لا يمكن أن يبدأ دون توفير سكن آمن”.
من جانبه قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق: إن المنظمة الدولية وشركاءها يعملون على توسيع نطاق خدمات الغذاء والتغذية والمياه بموجب خطة الاستجابة الأممية الممتدة لـ 60 يوماً، مضيفاً: إنه ورغم كل الجهود “نحتاج إلى وصول إنساني كامل وآمن وغير مقيد” مؤكداً أن الاحتياجات هائلة، وتتزايد يوماً بعد يوم.
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن الحاجة للمأوى والدفء في غزة تزداد مع اقتراب الشتاء موضحة في منشور على منصة “إكس” اليوم بأن مواد الإيواء ولوازم الشتاء المخصصة للنازحين في غزة موجودة بمستودعاتها في الأردن ومصر، لكنها ممنوعة من دخول القطاع.
وشددت على ضرورة استئناف السماح لها بإيصال المساعدات الإنسانية داخل القطاع، وخاصة مع بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة في 10 تشرين الأول الجاري.
ميدانياً قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن المنظومة الصحية في القطاع ما زالت تعاني ولم يحدث أي تغيير منذ وقف إطلاق النار مؤكدة أنه لم تدخل أي شحنة دواء أو أجهزة أو معدات طبية لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية الطارئة منذ وقف إطلاق النار، وبينت أن 18500 مريض بحاجة للعلاج في الخارج أتموا إجراءات السفر وينتظرون الإذن بالخروج.
كما أكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن الوضع الإنساني في القطاع لا يزال على حاله منذ إعلان وقف إطلاق النار قبل أسبوعين، مشيراً إلى عدم حدوث أي تغييرات جوهرية على الأرض.
ولفت الدفاع المدني إلى دخول عدد محدود من الشاحنات إلا أن هذه الشحنات لا تفي سوى بالحد الأدنى من احتياجات السكان الذين يعانون، مؤكداً أن العديد من المنازل ما زال مدمراً، والجثامين لا تزال تحت الأنقاض، بينما الطرق مغلقة بالركام، في وقتٍ تستمر فيه طواقم الدفاع المدني في العمل بأقل الإمكانات وسط دمار شامل يعم المكان.
وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بشكل عاجل لبدء عمليات إعادة إعمار القطاع، وإزالة الركام الناتج عن الدمار الهائل، بالإضافة إلى إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لفتح الطرق وانتشال الجثث في محاولة للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي لا تزال مستمرة في كل المناطق.
وأسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول 2023 عن ارتقاء 68280 فلسطينياً، وإصابة 170375 إضافة إلى دمار هائل وانهيار في الخدمات.