دمشق-سانا
تشكل العيادات العمالية التخصصية، نموذجاً متقدماً في تقديم الرعاية الطبية النوعية للطبقة العاملة، عبر منظومة متكاملة من الخدمات والعيادات التشخيصية والعلاجية تجمع بين الجودة والرمزية في التكلفة.

وتستقطب هذه العيادات مختلف شرائح المجتمع، مجسدةً مفهوم العدالة الصحية من خلال التشبيك التخصصي، وتكامل الأجهزة، والانفتاح على التطوير المستمر، بدعم من الاتحاد العام لنقابات العمال.
تطور مستمر وأسعار رمزية

مدير الإدارة الطبية المركزية في الاتحاد العام لنقابات العمال الدكتور أنس الخطيب قال في تصريح لمراسلة سانا: إن “المستوصفات العمالية أُسست لخدمة العمال، ونظراً لنجاحها باتت تستقطب شرائح واسعة من المجتمع، وتقدّم خدماتها بأسعار رمزية، وخاصة للعمال”.
ولفت إلى أن العيادات واجهت تحديات عدة أيام النظام البائد، لعدم قدرتها على تطوير التجهيزات التشخيصية، لكن الإدارة الجديدة لاتحاد نقابات العمال، وفّرت الدعم اللازم، ما أتاح تحديث الأجهزة الطبية، وزيادة الإقبال على العيادات، مشيراً إلى وجود ثلاثة مراكز في دمشق، و10 عيادات سنية أخرى.
وأكد الخطيب أن التطور الذي تشهده العيادات العمالية، هو ثمرة جهود الكوادر الطبية العاملة، التي أثبتت كفاءتها في تقديم خدمة طبية نوعية، فيما يتم حالياً دراسة تطوير المستوصفات في المحافظات، موضحاً أنه سيتم افتتاح مشفى حمص العمالي قريباً بتجهيزات حديثة، تشمل خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب، فيما تم تزويد المراكز الصحة العمالية في اللاذقية وحماة بمخابر طبية حديثة.
رعاية طبية متكاملة

من جانبها المشرفة على العيادة الأولى في العيادات العمالية الدكتورة شذا الحاج عثمان، بيّنت أن العيادات العمالية، تقدّم نموذجاً متكاملاً للرعاية الطبية، عبر التنسيق بين مختلف الاختصاصات لضمان استجابة فورية وشاملة لاحتياجات المرضى، مشيرة إلى أن هذه العيادات عبارة عن منظومة تخصصية مترابطة، تتيح للمريض الحصول على التشخيص والعلاج في مكان واحد، دون الحاجة للتنقل بين المراكز، ما يوفّر الوقت والجهد، ويعزز جودة الخدمة.
وأكدت عثمان، أن الخدمات المقدّمة في العيادات تشمل اختصاصات عدة، منها العيون والغدد الصم والقلب والعظام والصدرية والهضمية، والأسنان، إضافة إلى مخبر للتحاليل الطبية والصيدلة، التي تقدم بأسعار رمزية تضمن وصول الرعاية الصحية للطبقة العاملة والمواطنين من مختلف الشرائح.
خدمات سنية شاملة

عمر آغا طبيب أسنان في العيادات العمالية قال بدوره: “نحرص في العيادات العمالية على تقديم خدمات سنية شاملة للمرضى، تشمل الجراحة، والتجميل، وطب الأسنان، بأفضل جودة ممكنة وبأسعار تلامس التكلفة الفعلية”، مضيفاً: إن التحسينات المستمرة والجهود المبذولة من الكوادر الطبية، مكنتنا من توسيع الخدمات لتشمل الطبقة المتوسطة والشرائح الأعلى.
عدد من المراجعين أكدوا لمراسلة سانا أن أغلب الخدمات الطبية متوافرة في العيادات العمالية، وتقدم بجودة وأسعار رمزية تناسب جميع شرائح المجتمع.

المهندس جهاد عيوط، لفت إلى أن هذه هي الزيارة الأولى له، وتفاجأ بمستوى الخدمات الطبية المقدمة فيها، من حيث التنظيم والتنوع والاحترافية، آملاً أن يتم توسيع هذا النموذج، ليشمل عدداً أكبر من المراكز، وخاصة في المناطق الريفية والنائية التي يصعب فيها الوصول إلى الخدمات الطبية.
تنوع الاختصاصات
المواطنة إيمان الأطرش، أكدت أنها تقصد العيادات منذ عام 2004، ولمست على مدار السنوات مستوى عالياً من الخدمة الطبية المقدمة، وتعامل الأطباء باحترافية.

فيما بينت منار مجدي، الموظفة في شركة الكهرباء، أن هذه العيادات تعد خياراً مفضلاً لما توفره من راحة وتنوع في الاختصاصات.
وتشكل العيادات العمالية، ملاذاً للمرضى، من خلال مراجعة أطباء اختصاصيين بأسعار مدعومة، ضمن بيئة مريحة، ما يسهّل على المريض التنقل بين الأقسام، ويوفّر عليه الوقت والجهد، مقارنةً بالمراكز الأخرى التي تتطلب مراجعات منفصلة.







