دمشق-سانا
نجح الباحث السوري فراس سقا أميني من كلية العلوم بجامعة دمشق في تعديل طفيليات اللشمانيا جينياً لإنتاج بروتين علاجي بشري، ما يمنح سوريا فرصة ريادة عالمية في مجال صناعة الأدوية الحيوية.

وفي التفاصيل بين الباحث سقا أميني المتخصص بالبيولوجيا الجزيئية والتقانة الحيوية في حديث لـ سانا خلال عرضه هذا الإنجاز في معرض جامعة دمشق للاختراع والتطوير انه قام بتعديل جينات طفيليات اللشمانيا التي تُسبب داء اللشمانيا أو ما يعرف بـ “حبة حلب” لتنتج دواءً حيوياً يخدم العديد من المجالات الطبية والاقتصادية، الأمر الذي يشكل خطوة نحو استقلالية إنتاج الأدوية الحيوية في سوريا على حد تعبيره.
وأشار إلى أن اختراعه يتضمن إنتاج دواء حيوي باستخدام طفيليات اللشمانيا المحلية التي تم عزلها من شخص مصاب وتم تعديل هذا الطفيلي جينياً لينتج البروتين البشري المعروف بـ ” IGF1″ وهو عامل النمو، الذي يلعب دوراً في تحفيز الخلايا على النمو وزيادة عددها.

ولفت أميني إلى أنه باستخدام هذا البروتين يمكن معالجة الأشخاص المصابين بالقزامة، ومتلازمة لارون، ومرض التصلب اللويحي، ويستفيد لاعبو كمال الأجسام منه في تعزيز نمو العضلات وزيادة الكتلة العضلية، وهو ما يمنح هذا البروتين مستوى علاجياً طبياً ومستوى اقتصادياً، لجهة أنه نظام إنتاج جديد عالمياً إذ لم يسبق إنتاج بروتين “IGF1” باستخدام طفيليات اللشمانيا.
وأوضح أن آلية عمل هذا النظام الجديد تقوم على تعديل جينوم طفيلي اللشمانيا، ثم اختبار إنتاج البروتين عن طريق تقانة “ELISA”، ثم التأكد من فعالية البروتين باستخدام اختبار “MTT”، وبالتالي تم التوصل إلى نظام يمكن بواسطته إنتاج أي دواء حيوي آخر باستخدام طفيلي اللشمانيا، لافتاً إلى أن إنتاج بروتين “IGF1” يتم لأول مرة في سوريا بهذا النظام، كما أن إنتاجه بالاعتماد على طفيليات اللشمانيا يمكن أن يجعلها تكون أول بلد على مستوى العالم تنتج هذا البروتين بهذه الطريقة.

وبين أميني أن طفيليات الليشمانيا يمكن أن تسبب قرحاً جلدية شديدة (داء الليشمانيات الجلدي)، وأن الأدوية الحيوية هي علاجات تُصنع من كائنات حية أو مواد مشتقة منها وتستخدم لعلاج أمراض عديدة.

يذكر أن معرض جامعة دمشق 2025 للاختراع والتطوير انطلق أمس الأول، واختتم اليوم في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات في الجامعة، حيث شهد عرض ابتكارات واختراعات متعددة لعشرات الطلاب بمرحلتي الإجازة والدراسات وفرت حلولاً لعدد من الصعوبات في المجالات العلمية والطبية والإنسانية والإغاثية، ما يحسن الجانب الخدمي ضمن هذه القطاعات بأقل وقت ونتائج جيدة.