ريف دمشق-سانا
في إطار جهودها لتعزيز التبادل الثقافي والتمكين الفني، أطلقت مؤسسة أصدقاء “سوريا في اليابان والعالم” ورشةً متخصصة في فن تحريك وتصنيع الدمى، تمتد على مدار شهرين ونصف، بمشاركة فنانين وخبراء ومتدربين من مختلف الأعمار، وذلك في مقر الجمعية بجرمانا.
القصة اليابانية مدخل إبداعي للتدريب
وللحديث عن الورشة، أوضحت الدكتورة لبنى بشارة نائبة مدير المؤسسة لـ سانا أن الورشة اختارت قصة يابانية كمدخل لتمرين المشاركين على إعادة إنتاج القصة بصرياً، من خلال تصميم شخصياتها وتحريكها ضمن عرض مسرحي موجه للأطفال.
وأشارت الدكتورة بشارة إلى أن الورشة تهدف إلى تعليم المشاركين قيم المساعدة، والاهتمام بالآخر، ورد الجميل، والتعاون، إلى جانب إكسابهم حرفة فنية وهي تصنيع الدمى وتحريكها كجزء من برنامج التمكين الذي تتبناه المؤسسة، كما تسهم في نشر ثقافة اليابان، وتعزيز التفاعل مع الفنون التعبيرية.
غرس القيم وبناء المهارات الفنية
بدورها الفنانة تماضر غانم المتخصصة في مسرح الدمى، أكدت أهمية هذا الفن كأداة تعليمية، قائلة: “الدمى ليست فقط للترفيه، بل وسيلة فعالة لغرس القيم وتعزيز الأخلاق لدى الأطفال كالصدق والمحبة والتعاون”، مؤكدةً أن الطفل يتخذ من الدمية صديقاً له، ما يجعلها وسيلة ناجحة لإيصال رسائل عميقة إليه.
وأشارت غانم إلى دورها في تدريب المشاركين على تحريك الدمى، معتبرةً أن هذه التجربة تستنهض الطاقات الإبداعية الكامنة لديهم، وتفتح لهم نافذة على عالم جديد من الخيال، معبرةً عن سعادتها بشغف المشاركين بتصنيع الدمى منذ اليوم الأول.
إحياء فن بدأ يتراجع
أما إيمان عمر المختصة في تصنيع الدمى، فرأت أن هذه الورشة تفتح المجال أمام الشباب لإحياء فن بدأ يتلاشى، وقالت: “الجميل في هذه التجربة أنها تؤكد أن أي شخص يمكنه أن يصنع دمية ويقدم بها عرضاً مسرحياً”، مؤكدةً أنها وظفت كل خبراتها لمساعدة المشاركين في قص وخياطة الدمى، للوصول إلى الشكل المطلوب.
وقالت عمر: “ينبغي تشجيع الأطفال على تصميم دمى تعبّر عنهم، وتكون وسيلتهم الخاصة لفهم العالم من حولهم، واستخدامها لاحقاً كوسيلة لإيصال الدروس والمعلومات بشكل أقرب إلى أذهانهم ومخيلاتهم”.
تجربة تعليمية ممتعة للأطفال
وعبّرت الطفلة هيا الأشقر 10 سنوات عن فرحتها بالمشاركة وصناعة دميتها الخاصة، وشعورها أن مسرح الدمى يشبه مدرسة صغيرة، تتمكن من خلالها من معرفة المعلومات بطريقة مبسطة وممتعة، تجمع بين الفائدة والمرح.
مبادرة ضمن برنامج ثقافي لتعزيز التبادل الإبداعي
تأتي هذه الورشة في سياق سلسلة من المبادرات الثقافية والفنية التي تنظمها مؤسسة “أصدقاء سوريا في اليابان والعالم”، والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، ودعم برامج التمكين الإبداعي، خصوصاً لفئة الأطفال واليافعين، من خلال أدوات تعبيرية ترتكز على الحكاية والمسرح والفن اليدوي، في بيئة تفاعلية آمنة ومحفزة.