إدلب-سانا
أقامت مديرية الزراعة في إدلب ندوة توعوية بعنوان «أهمية التحول إلى الري الحديث في ضوء التغيرات المناخية»، وذلك بمشاركة عدد من المهندسين الزراعيين والمزارعين، حيث ناقش الحضور انعكاس التغيرات المناخية على القطاع الزراعي وما تفرضه من ضرورة إعادة النظر في أساليب الري التقليدية التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجات الزراعة الحديثة وضمان استدامتها.

وركزت الندوة على أهمية اعتماد تقنيات الري الحديث، كالرش والتنقيط، لما توفره من ترشيد في استخدام المياه، وزيادة إنتاجية المحاصيل، وتحسين جودة المنتج الزراعي، فضلاً عن دورها في تقليل الأثر البيئي السلبي الناجم عن الاستهلاك المفرط للمياه.
وقال المهندس الزراعي أيمن طفاش في تصريح لمراسل سانا: إن الندوة ركزت على ضرورة الحد من هدر المياه، والمحافظة على المخزون الجوفي، وتوعية المزارعين بالابتعاد عن الاعتماد على المياه السطحية المهددة بالجفاف، مشيراً إلى أن اعتماد طرق الري الحديثة بات خياراً لا غنى عنه في ظل الظروف الراهنة.

كما استعرضت الندوة أبرز التحديات التي تواجه المزارعين في تبني هذه التقنيات، مثل ارتفاع تكاليف تجهيز شبكات الري الحديث، والحاجة إلى تدريب مستمر على استخدامها بالشكل الأمثل، مؤكدة أن مديرية الزراعة تعمل على توفير الدعم الفني والإرشادي، إضافة إلى تشجيع المبادرات المحلية الناجحة.
ومن جانبه، أوضح المزارع بشار الباشا من مدينة بنش أنه بدأ باستخدام نظام الري بالتنقيط في حقوله لما يوفره من مياه ويساعد في تنظيم عملية السقاية، لافتاً إلى أن مشكلة نقص المياه أصبحت خطراً جدياً يهدد الاستقرار الزراعي في المنطقة.

بدوره، أكد رئيس دائرة الإنتاج الزراعي في إدلب مأمون الشما أن “اعتماد تقنيات الري الحديث أصبح ضرورة ملحّة في ظل التغيرات المناخية واستنزاف المياه الجوفية”، مبيناً أن المديرية تواصل توجيه المزارعين وتقديم الاستشارات والدورات التدريبية لتعزيز وعيهم بأهمية هذه التحولات.
يذكر أن مديرية الزراعة في إدلب تنظم بشكل دوري ندوات وورش عمل توعوية تهدف إلى نشر ثقافة الاستخدام الرشيد للموارد المائية، وتحفيز المزارعين على الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، بما ينعكس إيجاباً على استدامة الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في المحافظة.
