إدلب-سانا
أطلق أهالي بلدة كفروما في ريف إدلب حملة شعبية واسعة تحت شعار “الوفاء لكفروما أم الشهداء”، تهدف إلى تحسين واقع الخدمات الأساسية في البلدة التي تعاني من دمار كبير نتيجة القصف والنهب الذي تعرضت له خلال سنوات الثورة السورية.
وشهدت الحملة منذ انطلاقتها تفاعلاً شعبياً لافتاً، حيث تجاوزت التبرعات 150 ألف دولار، بمشاركة أبناء البلدة من المقيمين والنازحين، في خطوة تعكس روح التضامن والانتماء.
إعادة الحياة إلى المدارس
تركز الحملة على ترميم البنى التحتية المتضررة، وفي مقدمتها المدارس، بهدف إعادة الحياة التعليمية والاجتماعية إلى البلدة.

وقال مدير الحملة زاهر الشبيب في تصريح لـ سانا: “ما نقوم به هو رسالة صمود وأمل، تؤكد أن كفروما ما تزال حيّة، وتنهض بإرادة أبنائها”، وتواصل الحملة جمع التبرعات عبر بث مباشر على منصاتها الخاصة، وسط دعم واسع من الأهالي والناشطين.
تكافل رغم الصعوبات
ورغم الظروف الاقتصادية القاسية، شارك العشرات من أبناء البلدة في دعم الحملة، من مختلف الأعمار، مؤكدين أن المبادرة “من الناس ولأجل الناس”. وتُعد هذه الحملة نموذجاً للتكافل المجتمعي في ظل غياب الخدمات الأساسية، خاصة التعليمية، في البلدة التي تعاني من انهيار شبه كامل في البنية التحتية.
طفل يتبرع بدراجته

في مشهد إنساني مؤثر، تبرّع طفل من أبناء كفروما بدراجته الخاصة لصالح الحملة، حيث بيعت في مزاد علني بمبلغ 25 ألف دولار، دعماً لإعادة ترميم المدارس، ولاقت المبادرة إشادة واسعة من الأهالي، واعتُبرت رمزاً للانتماء والتضحية من أجل مستقبل البلدة.
وتُعرف كفروما بلقب “أم الشهداء” نظراً لتضحياتها خلال سنوات الثورة، واليوم تعود إلى الواجهة عبر بوابة الإعمار الشعبي، في محاولة جادة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

