دمشق-سانا
تشهد سوريا منذ سنوات موجات جفاف متكررة، انعكست بآثار بيئية وزراعية واجتماعية كبيرة.
جفاف وتراجع في الهطلات المطرية
وأوضح الباحث في علم البيئة والمناخ المهندس أنس الرحمون، أن الجفاف جزء من الدورة المناخية الطبيعية في شرق المتوسط، لكنه أصبح أكثر حدة بفعل التغير المناخي.
وأشار إلى أن الهطلات المطرية هذا العام لم تتجاوز 30 بالمئة من المعدل السنوي، ما أدى إلى خروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية عن الإنتاج، وخاصة في الجزيرة وسهل حوران وأجزاء من ريفي إدلب وحماة.
أزمة مركبة في الموارد المائية

من جانبه، أكد أستاذ الهندسة المائية في جامعة دمشق الدكتور سالم الخاطر، أن الأزمة المائية لم تقتصر على شح الأمطار فحسب، بل شملت تراجع الموارد الجوفية نتيجة الاستنزاف الجائر.
وبيّن أن مناسيب بعض الأحواض وصلت إلى مستويات خطرة، وارتفعت نسب الملوحة في عدد من الآبار، في حين أسهم تراجع الواردات المائية في انخفاض التخزين الإستراتيجي في سدود كبرى مثل الفرات وتشرين والديراني.
إستراتيجيات التكيف والتخفيف
وشدد الخاطر على ضرورة تبني خطة وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية، تشمل ضبط حفر الآبار، واعتماد تقنيات ري حديثة، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وزيادة محطات التحلية، إلى جانب إعادة تأهيل الأحزمة الخضراء بزراعة الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف.
دور المواطن في الأمن المائي
وأكد الخبراء، أن ترشيد استهلاك المياه وإصلاح الشبكات المتآكلة يمثلان ركيزة أساسية لمواجهة الأزمة، مشددين على أن الأمن المائي قضية وطنية إستراتيجية تتطلب تضافر جهود الحكومة والمواطنين معاً؛ لضمان استدامة الموارد والحفاظ على الإنتاج الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية.