اللاذقية-سانا
عاد أكثر من 35 عائلة إلى قرية الكبينة في ريف اللاذقية رغم نقص الخدمات الأساسية حيث لم تمنع مشاهد الدمار والطرقات المهدمة وغياب المدارس والمراكز الصحية الأهالي من العودة، لاستئناف حياتهم في قريتهم بكل عزيمة وإصرار بعد أن هجروا منها لسنوات من قبل النظام البائد.

وأشار مختار القرية ياسر حكمت خليل لمراسل سانا، إلى أن الكبينة تتبع لناحية كنسبا في منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية وتبعد نحو 65 كيلومتراً عن مركز المدينة، وكانت قبل عام 2011 مأهولة بأكثر من 400 عائلة تعتمد في معيشتها على الزراعة وتربية المواشي.
وأوضح خليل أن الأهالي عادوا ليبنوا من جديد بيوتهم، وكلهم عزيمة وإصرار لإحياء القرية بسواعد أبنائها، مشددين على أهمية التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات والجمعيات الأهلية لإعادة تأهيل البنى التحتية وتأمين المياه والكهرباء والمدارس والمستوصفات وغيرها.

ويستذكر أحد الأهالي، أديب محمد خليل، كيف أجبرت العائلات عام 2012 على مغادرة منازلها حتى أصبحت القرية خالية من أهلها عام 2015 لتبدأ سنوات النزوح القاسية في المخيمات، وقال: “قبل النزوح كانت حياتنا مليئة بالرزق والشجر وكنا نعمل بالزراعة، وأتمنى عودة الجميع من المخيمات إلى هنا رغم الدمار وانعدام الخدمات الأساسية، فهي الأرض التي نشأنا عليها وتنتظر عودتنا لنبنيها من جديد.
من جانبها، تحدّثت نداء غريب شحادة عن مشاعر اليأس التي انتابتها عند رؤية الدمار الحاصل، وقالت: إن الكبينة رغم غياب مقومات الحياة تبقى أفضل من حياة المخيمات، وأضافت: “كنا نحاول ألا يشعر أطفالنا بصعوبة العيش في المخيمات رغم المطر والثلج وتسرب المياه إلى خيامنا، كنّا نخبرهم دائماً أن لنا أرضاً ومنزلاً سنعود إليه يوماً ورزقاً سنعتني به ونحصده، لقد كانوا صغاراً، واليوم يعودون شباباً، وبهمتهم ودعم الأيادي البيضاء التي لم تتركنا في المخيمات يعزونا الأمل بأن الأمور ستكون أفضل”.
وأكدت المواطنة أن العودة إلى القرية تمثل بداية جديدة للأهالي الذين يأملون بتحسن تدريجي للخدمات ما ينعكس إيجاباً على عودة الحياة إلى طبيعتها.




