حمص-سانا
بعنوان “لن ننسى المفقودين” شهد المركز الثقافي في حمص اليوم فعالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين والمغيبين قسراً، نظمتها مبادرة “إحياء وطن” بالتعاون مع منظمة المساعدات الشعبية النرويجية وبرعاية وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح.
وافتتحت الفعالية، التي شارك فيها فنانون وناشطون وهيئات محلية ودولية، بمعرض فني تضمن أعمالاً متنوعة سلطت الضوء على الألم والمعاناة التي خلفها الاختفاء القسري ومخاطر الحرب.
وشارك الفنان التشكيلي حسن اللوش بأكثر من 50 لوحة توزعت بين موضوعي الألغام والاختفاء القسري، بينما جسدت الفنانة رهام السامح من إدلب في 10 لوحات معاناة المعتقلين وعائلاتهم.

وأشارت أمين سر فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في حمص وإحدى أعضاء مبادرة “إحياء وطن” رشا العطار في تصريح لمراسلة سانا إلى مشاركة الميتم الإسلامي بأشغال يدوية ولوحات وشمع، بينما أشار المدير المالي والإداري للمبادرة محمد قانصوه إلى أن هذه المبادرة تُعنى دائماً بالقضايا الإنسانية الكبرى، وفي مقدمتها قضية الاختفاء القسري.
بدورها بينت مسؤولة الموارد البشرية والإدارية في منظمة المساعدات الشعبية النرويجية لينا زغور في تصريح مماثل أن اختيار هذا اليوم جاء لإبراز خطورة ملف المغيبين قسراً، وأهمية التعاون المحلي والدولي في معالجته.
وفي سياق متصل، أقيمت ندوة حوارية عقب افتتاح المعرض، شهدت مداخلات عدة، حيث شدد مدير إدارة الكوارث في حمص ربيع جندية، على أن ملف المغيبين قسراً يمثل الجرح الأعمق للسوريين، مؤكداً العمل على إطلاق المركز الوطني لمكافحة الألغام.

بدوره رئيس مجلس إدارة مبادرة “إحياء وطن” غانم طيارة لفت إلى الدور المهم للمجتمع المدني في دعم العائلات ونشر الوعي، بينما أوضح كريستوفر تيرني المدير القطري لمنظمة المساعدات الشعبية النرويجية أن عدد المفقودين في سوريا يقدر بنحو 170 ألف شخص، مشيراً إلى التزام منظمته بالعمل على هذا الملف، ولافتاً إلى موضوع الألغام والدور الإنساني الذي تقوم به المنظمة لنزع الألغام ومخلفات الحرب في مناطق عدة بسوريا.
بدوره، وصف قائد فرق الهندسة في وزارة الدفاع السورية ميسر أبو عبد الله، مخلفات الحرب بأنها العدو الصامت الذي يحصد الأرواح يومياً، ويمنع المدنيين من العودة إلى أراضيهم.
ومن المقرر أن تتواصل الفعاليات في اليوم الثاني عبر أنشطة المعرض الفني والندوات المرافقة حتى مساء غد، لتبقى هذه المناسبة تأكيداً على أن قضية المفقودين والمغيَّبين قسراً ستظل حاضرة في وجدان السوريين وضمير العالم.


