دمشق-سانا
نجحت الطبيبة الشابة إيمان الخالد (23 عاماً) في شق طريقها بخطوات واثقة في عالم الطب البشري، لتنال المركز الأول في كلية الطب بجامعة أنقرة التركية، مؤكدةً أن الغربة ليست مجرد مسافة، بل اختبار يومي للقوة والإصرار.
إيمان ابنة بلدة جيرود في ريف دمشق، ترعرعت في السعودية، ثم عادت إلى وطنها لتغادر بعد ذلك وحدها إلى تركيا خلال فترة الثورة السورية قبل ست سنوات، في رحلة لا تشبه غيرها، مليئة بتحديات الغربة، وتعلم لغة جديدة، وتحمل مسؤوليات فرضت عليها منذ اللحظة الأولى.
اختارت إيمان جامعة أنقرة لدراسة الطب البشري باللغة الإنجليزية، لتثبت أن التفوق هو عنوان النجاح، مشيرةً خلال حديثها لسانا إلى أن أول داعم لها كان عائلتها، إذ لم يتوقف والداها وإخوتها يوماً عن الإيمان بقدراتها، إضافةً إلى صداقات وعائلات احتضنتها في محطات الغربة، لتدرك أن الطريق وإن كان صعباً، فهو مكلّل بالإرادة والتصميم والعزيمة على الوصول.
ورغم العقبات، لم تتوقف إيمان عند حدود الدراسة، بل شاركت في مبادرات بحثية دولية جمعت شباباً من عدة بلدان، كما كانت عضواً فاعلاً في تجمع /ميدكس/ الذي يضم طلاب الطب الناطقين بالعربية في تركيا حيث تولت إدارة فريق أنقرة وشاركت في مشاريع وفعاليات تهدف إلى تطوير الطلاب علمياً ومجتمعياً وفق ما ذكرت.
وقالت إيمان بابتسامة وثقة: “سأتابع دراستي التخصصية لأعود بخبرة أضعها في خدمة بلدي سوريا”، مؤكدةً أنها تجد بين ساعات الدراسة وممارسة رياضة السباحة وقراءة الروايات متنفساً للهدوء والتجدد.
واختتمت إيمان حديثها بالإشارة إلى أن طموحاتها لا تقف عند حدود الطب، بل تمتد نحو تطوير التعليم الطبي داخل سوريا، وفتح أبواب كانت مغلقة على الطلاب حين بدأت رحلتها، فحكايتها ليست مجرد قصة طالبة طب، بل رسالة أمل تقول إن الإصرار قادر على تحويل الغربة إلى فرصة، والطموح إلى جسر يصل الحلم بالواقع.