دمشق-سانا
اختتمت في دمشق اليوم، أعمال الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات التابعة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، والتي ركزت على عقد النقل المستدام 2026-2035 وخطط تعزيز التكامل العربي في مجال النقل.
النقل المستدام في سوريا

في تصريح لـ سانا، أكد مستشار وزير النقل السوري لشؤون النقل المستدام سنان الخير، أن عودة انعقاد اجتماعات الإسكوا في سوريا بعد غياب طويل تشكل فرصة مهمة لتبادل الخبرات والرؤى مع الأشقاء العرب، والاطلاع على التجارب المتقدمة في قطاع النقل، بما يسهم في تطوير السياسات الوطنية وتحسين كفاءة القطاع.
وأوضح أن أبرز محاور النقاش خلال الاجتماع تركزت حول عقد النقل المستدام 2026-2035، وهو مبادرة أممية يجري الإعداد لها منذ أربع سنوات وسيتم إطلاقها رسمياً في العاشر من كانون الأول القادم.

وأشار الخير إلى أن الإسكوا تعمل على تنسيق الجهود العربية لضمان مساهمة فعالة في تنفيذ أهداف العقد، مبيناً أن سوريا طرحت عدة مقترحات في هذا الإطار، أهمها: إحداث مجلس أعلى للنقل المستدام، لرفع مستوى حوكمة القرار ووضع سياسة وطنية متكاملة، وإنشاء مركز وطني للنقل المستدام يضم خبراء مختصين بمختلف أنماط النقل، يتولى إعداد الدراسات وتطوير الرؤى والسياسات، إضافة إلى تنسيق العمل بين الجهات المعنية.
الرقمنة في خدمة النقل

من جهتها، أكدت مستشارة وزير النقل السوري لشؤون التحول الرقمي ريا عرفات أن الرقمنة تُعد محوراً أساسياً موازياً للنقل المستدام، وكلما ارتفعت كفاءتها انعكست إيجاباً على جودة وفعالية النقل، مشيرة إلى أن الوزارة بصدد إطلاق منصة رقمية تربط بين طالبي ومقدمي خدمات نقل البضائع، في خطوة تهدف لدعم مرحلة التعافي وإعادة الإعمار وتعزيز التنافسية.
كما لفتت إلى متابعة العمل على مشروع الأتمتة في مديريات النقل بهدف تسهيل الإجراءات على مالكي المركبات وتسريع الخدمات.
النقل في مواجهة التغيير المناخي

تناولت الاجتماعات أيضاً التغيرات المناخية التي شهدتها سوريا مؤخراً، وربطها بقضايا النقل المستدام، ولا سيما دور النقل في دعم عمليات الاستجابة للحرائق، من خلال تحسين المسارات ووصول المركبات إلى مناطق الحرائق، ومعالجة آثار مخلفات الحرائق على السلامة المرورية.
كما تمت مناقشة دور الإسكوا في تعزيز تبادل الخبرات العربية المتعلقة بالاستجابة للكوارث الطبيعية ووضع خطط طوارئ مشتركة.
مشاركة فاعلة للوفدين السعودي والجزائري

على صعيد الوفود المشاركة، أشادت وكيل تمكين النقل في الهيئة العامة للنقل السعودية أميمة بامسق بعمق الموضوعات المطروحة، معتبرة استضافة سوريا للاجتماع مؤشراً على عودتها الفاعلة في المحافل الدولية، ومؤكدة تضامن الدول العربية معها.
وقدّم الوفد السعودي عرضاً حول التطورات التي شهدها قطاع النقل في المملكة خلال السنوات الخمس الماضية، مبدياً استعداد الرياض لنقل خبراتها للدول العربية ومنها سوريا.

بدوره، وصف المدير العام للحركية واللوجستيات في وزارة النقل الجزائرية عبد الهادي مزياني مشاركة بلاده بـ”مثمرة”، إذ أتاحت الاطلاع على مستجدات النقل عربياً وتقديم مقترحات لتطوير توصيات اللجنة، مؤكداً أهمية المنصة التي وفرتها الاجتماعات لتبادل الخبرات.
وأعرب مزياني عن أمله في أن تحظى سوريا بفرص واسعة لتطوير بنيتها التحتية في قطاع النقل وتعزيز التعاون العربي بما ينعكس إيجاباً على الخدمات المقدمة للمواطنين.
وكانت أعمال الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات التابعة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) انطلقت يوم أمس في فندق البوابات السبع بدمشق، وذلك بمشاركة كبار المسؤولين وممثلي وزارات النقل في الدول العربية، في أول فعالية أممية من نوعها تستضيفها سوريا في قطاع النقل منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.



