واشنطن-سانا
في أحدث فصول المنافسة على الريادة الرقمية في العالم، وقعت شركة “Open AI” المطوّرة لتطبيق “شات جي بي تي”، عقداً بقيمة 38 مليار دولار مع “AWS” شركة الحوسبة السحابية التابعة لـ “أمازون”، في إطار شراكة تهدف وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى الاستحواذ على قدرات تطوير إضافية لتعزيز أنشطة الذكاء الاصطناعي وتطوير نماذج الجيل القادم.
الصحيفة أوضحت في تقرير لها أن شركتي “Open AI” و”غوغل” تقودان السباق المحموم الذي يشهده العالم لتطوير العقول الرقمية، مبينة أنّ الشركتين ضختا استثمارات بمليارات الدولارات لتطوير جيل جديد من النماذج الذكية القادرة على التعلم الذاتي والتحليل المتقدم.
نفط القرن الحادي والعشرين
تحرك “Open AI” جاء وفق خبراء الاقتصاد الرقمي ليؤكد أن أدوات الذكاء الاصطناعي تحولت من تكنولوجيا مساعدة إلى أداة لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، وقلب موازين القوة بين الشركات الكبرى والدول، وأصبحت كما يصفها البعض ب”نفط القرن الحادي والعشرين” لأن قيمتها تعتمد على البيانات التي تغذيها وقدرتها على تحليل هذه البيانات واستثمارها.
ومن المتوقع أن تتجاوز القيمة السوقية لقطاع الذكاء الاصطناعي 8ر1 تريليون دولار بحلول عام 2030 وهذا واقع يضع الشركات والدول التي تملك البيانات والبنى التحتية المتقدّمة في موقع القيادة المستقبلية للاقتصاد العالمي.
سباق على الرّيادة التقنية
تحوّل التنافس بين شركات الذكاء الاصطناعي إلى سباق دولي على الريادة التقنية، حيث ضخت الدول الكبرى استثمارات ضخمة، بلغت الأمريكية منها نحو 470 مليار دولار حتى عام 2025، تلتها الصين بـ 119 مليار دولار، أما فرنسا فأعلنت عن خطة استثمارية بقيمة 109 مليارات يورو، كما دخلت الهند السباق عبر برامج حكومية باستثمارات تُقدر بـ 11 مليار دولار.
وتجاوزت تطبيقات الذكاء الاصطناعي حدود المؤسسات البحثية لتصبح جزءاً لا يتجزأ من القطاعات الحيوية، ففي القطاع الصحي، تسهم الخوارزميات الحديثة في تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية بدقة عالية، كما لها دول كبير في مجال التعليم والإعلام وغيرها من مجالات الحياة اليومية، ما يجعلها محوراً أساسياً يجذب الاستثمارات والتنافسات العالمية سواء بين الشركات أو الدول.