دمشق-سانا
اختتمت مديرية سياحة دمشق بالتعاون مع مؤسسة حلم دمشقي الدولية لتوثيق وتعليم الحرف التراثية، فعاليات معرض الحرف التقليدية والأعمال اليدوية تحت شعار “سوا منكمل الحكاية”، وذلك بمشاركة نحو 150 حرفياً، بمناسبة عيد التحرير.

وشمل المعرض الذي أقيم في قلعة دمشق، مشاركة الحرف التراثية التقليدية اليدوية الدمشقية والمشغولات اليدوية النسوية، ودورات تدريبية للمهن التراثية التقليدية، إضافة إلى عروض فلكلورية.
وفي تصريح لمراسل سانا، بيّن رئيس دائرة التسويق والإعلام السياحي بمديرية سياحة دمشق عبد الباسط خطاب، أن المعرض تضمن عرضاً لأبرز الحرف التراثية والصناعات المنزلية والمشاريع الأسرية الصغيرة، إلى جانب الدورات التدريبية التي تمكِّن النساء وتسهم في دمجهن بسوق العمل.

وأكد خطاب أن هذه المعارض تعد من أهم الأدوات التي تعتمدها وزارة السياحة لدعم المشاريع، وتشكل نافذة تسويقية لمنتجاتهم وتشجيعهم عبر التواصل مع الزوار بشكل مباشر، لافتاً إلى أن المعرض شهد إقبالاً واسعاً من الزوار، ولا سيما من الوفود السياحية الأجنبية التي تفاعلت مع الفقرات الفنية، ومنها فقرة المولوية، معبّرين عن إعجابهم بالمحتوى التراثي المعروض.
بدوره، أوضح مدرب الصناعات الكيميائية الحرفية والمهنية، عبد الله سلطان، أن الدورات التدريبية التي نظمت خلال أيام المعرض كانت فرصة لتمكين السيدات في مجال صناعة الشموع بأنواعها، كحرفة مهنية منتجة، حيث بلغ عدد المتدربات نحو 20 سيدة، مبيناً أن هذه الدورات تسهم في صقل مهارات المتدربات وتمكينهن من إتقان هذه الحرفة لتكون مصدراً للدخل مستقبلاً.
وقالت المشاركة نسرين حجيري خريجة معهد التربية الخاصة بالمكفوفين: إن إعاقتها لم تمنعها من التواصل مع الآخرين، وخوض مسار المشغولات اليدوية، وتسويق منتجاتها المعروضة في جناحها من سلاسل وإكسسوارات وقواعد زينة، بأسعار بسيطة تتراوح تقريباً بين 9 و10 آلاف ليرة للقطعة، داعيةً إلى دعم شريحة المكفوفين، وإتاحة الفرصة لإبراز مواهبهم.

أما الحرفية هزار الأيوبي والتي عرضت أبرز مشغولاتها اليدوية المصممة من مجسمات قماشية تجسد شخصيات كرتونية ودمى، مصنوعة من الكروشيه المعروفة عالمياً باسم “الأميغورومي”، فأكدت أهمية هذه المعارض في دعم الحرف اليدوية وإتاحة الفرصة للحرفيين للتعريف بأعمالهم وتسويق منتجاتهم.
كما عرّف صانع العود الدمشقي التراثي بشار جودة حلبي، الوفود الزائرة بما تمتلكه هذه المهنة من عراقة تاريخية وأصالة تشكّل جزءاً من الهوية الثقافية السورية، لافتاً إلى أن صناعة العود إحدى الحرف التي كادت تندثر، لولا الجهود الفردية المبذولة للحفاظ عليها، وأن هذه المعارض تسهم في دعم الحرفيين، وإتاحة المجال أمام الجمهور للتعرّف على الحرف التي تعبّر عن تاريخ سوريا الفني والثقافي.
ونظمت مديرية سياحة دمشق هذا المعرض الذي استمر خمسة أيام بالتعاون مع مؤسسة حلم دمشقي الدولية لتوثيق وتعليم الحرف التراثية، في إطار استراتيجية الوزارة تجاه الحفاظ على المهن والحرف التراثية، والتعريف بتراث سوريا أمام العالم.