دمشق-سانا
وسط حضور جماهيري لافت، احتفت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية في دار الأوبرا بدمشق مساء اليوم بالشعر العربي، ضمن حفل بعنوان قصائد مغنّاة.
وجاء الحفل على مدى ساعة ونصف الساعة محملاً بروح الشعر الفصيح مع الألحان الرصينة وبأداء أصوات سورية شابة، تحمل رسالة فنية جديدة، تعبّر عن وجه سوريا المنفتح على الجمال والإبداع.
قصائد حملت ذاكرة الفن العربي

تضمّن البرنامج مجموعة من الروائع التي غنّتها أسماء كبيرة في تاريخ الموسيقا العربية، وبعد أن افتُتح الحفل بمقطوعة “عاطفة” من تأليف المايسترو عدنان فتح الله، قدمت نغم نادر أغنية “فوق هاتيك الربا” لزكي ناصيف بإحساس وصوت لافتين، وقدم المغني زياد أمونة أغنية “الصبا والجمال” بأداء رصين من كلمات بشارة الخوري وألحان محمد عبد الوهاب، وجاءت أغنية “كلمات” للشاعر نزار قباني وألحان إحسان المنذر بأداء متمكن من المغنية سناء بركات.
وشدت المغنية مايا زين الدين بإحساس وتمكن موال “برضاك يا خالقي” كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، وتلتها بأغنية “مضناك” كلمات أحمد شوقي وألحان محمد عبد الوهاب، وقدم المغني ريبال الخضري بتكنيك صوتي متمكن أغنية “سليمى” كلمات نوفل إلياس وألحان خالد أبو النصر اليافي، وأتبعها بأغنية “مناجاة أندلسية” كلمات ابن زيدون وألحان محمد فتيان، وختمت الحفل المغنية لاميتا ايشوع بأغنية “الأطلال” كلمات إبراهيم ناجي وألحان رياض السنباطي بصوت طربي متمكن تفاعل معه الجمهور بالتصفيق والغناء.
القصيدة المغنّاة تعود بروح جديدة

قائد الفرقة المايسترو فتح الله أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الحفل جاء تتويجاً لعمل موسيقي متكامل يجمع الأصالة بالحداثة، لنعيد الجمهور إلى ذاكرة القصيدة العربية المغناة التي لطالما شكّلت رمزاً للهوية الثقافية السورية والعربية.
وأضاف فتح الله: حرصنا أن تكون الأمسية مساحة لتقديم الأصوات الجديدة من طلاب وخريجي قسم الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقا، كي تكون الموسيقا جسراً بين الأجيال، يربط الماضي بالحاضر في وطن يستعيد روحه بالثقافة والفن والحرية.
وأشار فتح الله إلى أن الأداء في القصائد العربية الفصحى يتطلّب دقة في النطق وحسّاً فنياً عالياً، وهذا ما تم الاعتماد عليه في اختيار المغنين والمغنيات في الحفل، مؤكداً أن الأصوات الشابة المشاركة أظهرت التزاماً وقدرة مبهرة خلال التحضير للحفل.
الفن ذاكرة وطن يتجدّد
وعن إقبال الجمهور على الحفل اعتبر المايسترو فتح الله أن ذلك يعكس شغف الجمهور السوري اليوم بالحفلات الراقية، قائلاً: “هذا الإقبال يمنحنا طاقة كبيرة ومسؤولية أكبر، لأن الموسيقا بالنسبة لنا ليست ترفاً، بل جزء من تكويننا الوطني والإنساني، نستحضرها في بلد يعيد بناء نفسه على أسس العدالة والحرية والجمال.
حضر الحفل معاونا وزير الثقافة لونا رجب وأحمد الصواف وحشد من الفنانين والجمهور المحب للغناء الطربي من أجيال عدة.

