دمشق-سانا
أكثر من 50 عملاً فنياً زاوج بين محاكاة المخطوطات التاريخية، وتجديد الخط الكوفي برؤية معاصرة وبتقنية الأحبار والإكريليك على ورق معتق وقماش، نجح الخطاط السوري أحمد كمال بتقديمها عبر معرضه “بستان هشام” الذي افتتح أمس في المتحف الوطني بدمشق.
محاكاة للتراث وتجديد للخط الكوفي

انقسم المعرض إلى قسمين رئيسيين: قدم الأول محاكاة دقيقة لمخطوطات نادرة تعود إلى فجر الإسلام، محفوظة في متاحف عالمية مثل كامبريدج في إنكلترا وإسطنبول في تركيا ومورغان في نيويورك، فيما قدم الثاني أعمالاً جديدة تستلهم الخط الكوفي المبكر وتقدمه برؤية فنية معاصرة، في محاولة لإحياء هذا الخط الأصيل وإثبات قدرته على مواكبة العصر.
ندوة علمية ترصد تطور الخط العربي
على هامش المعرض، أقيمت ندوة علمية متخصصة تناولت نشأة وتطور الخط العربي، شارك فيها الباحث في الخط العربي والفنون الإسلامية إينال القائد، والفنانان الخطاطان محمد القاضي، وأحمد كمال.
وتناولت الندوة نشأة الحرف والأبجديات مع التركيز على تاريخ الخط العربي في عدة مراحل زمنية، منها ما قبل الإسلام وفي بداية الإسلام، وخلال الدولة الأموية والدولة العباسية وما بعدهما مع أنواع الخط العربي.
استدعاء الماضي بعين معاصرة
قال الفنان كمال في تصريح لمراسل سانا: المعرض يمثل قصة عشق تربطني بمدينة دمشق وتاريخها العريق، وهو استدعاء لتلك الحقبة التي كان فيها الخطاط يحظى بمكانة مرموقة، كما في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك.

وأضاف: إن الهدف من أعماله هو إحياء خطوط الكوفي الأولى التي توقفت عند أغلب الخطاطين، وتسليط الضوء على المرحلة الجوهرية التي سبقت التحولات الكبرى في فن الخط العربي.
ولفت كمال إلى اهتمام الخطاطين بدراسة وتطوير الخط العربي في مراحله المتأخرة، وخاصة بعد القرن الثالث الهجري حيث أسهم الوزير ابن مقلة بنقلته النوعية عبر تطويره قواعد الخط الجاف، مبيناً أن المرحلة الأهم في رأيه هي القرون الثلاثة التي سبقت عهد ابن مقلة، التي ظلت مغيبة إلى حد كبير.
وأوضح أن هذا الثغرة التاريخية دعته إلى الغوص في عالم المخطوطات الكوفية الأولى، ودراستها بعمق، فجاءت فكرة إعداد كراس تعليمي يسهل قراءة هذه المخطوطات، إلى جانب تنظيم هذا المعرض الذي يسلط الضوء على 300 عام حاسمة من تطور الحرف العربي.
سيرة الفنان: أحمد كمال الشيخ موسى
المواليد: الرقة 1968.
العمل: مدرس للخط العربي في مركز أحمد وليد عزت التابع لوزارة الثقافة.
العضوية: عضو مؤسس في جمعية الخط العربي والأعمال الشرقية بالرقة، وعضو في جمعية بيت الخط العربي والفنون بدمشق.
المعارض: أقام معرضه الفردي الأول عام 2006 في صالة القصبجي بدمشق، ثم معرض “عتيق” عام 2023 في صالة لؤي كيالي، وله مشاركات دائمة في المعارض الجماعية.
الإصدارات: مؤلف كراس تعليمي بعنوان “قواعد الخط الكوفي المصحفي” موجه للمتعلمين.




