دمشق-سانا
في أمسية ثقافية مؤثرة، استذكر المركز الثقافي في أبو رمانة مساء أمس سيرة الطبيب الأديب الشهيد محمد صالح قنباز، بمناسبة مرور مئة عام على رحيله، وذلك عبر ندوة فكرية أدارها الدكتوران هيثم محمد قنباز وراتب سكر، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري.
الطبيب الإنسان.. سيرة من العطاء والتضحية

الندوة سلطت الضوء على شخصية وطنية استثنائية جمعت بين الطب والأدب والإصلاح الاجتماعي. فقد نشأ قنباز في مدينة حماة، وتميز منذ صغره بالذكاء والتفوق، وتتلمذ على يد كبار علماء عصره، قبل أن يتابع دراسته في مكتب عنبر والمعهد الطبي بدمشق والأستانة، ويتخصص في الأمراض الباطنية.
انخرط في حلقات فكرية إصلاحية، وشارك في تأسيس النادي العربي، كما انتُخب عضواً في المجلس البلدي بحماة، وكان أول حموي ينال عضوية مجمع اللغة العربية. أسس “دار العلم والتربية”، وافتتح عيادته الطبية، ووزع نشرات صحية، وجلب أدواتٍ تعليميةً من فرنسا على نفقته الخاصة.
قنباز والثورة.. الطبيب الذي ضمد جراح الثوار

الدكتور راتب سكر استعرض محطات مفصلية في حياة الشهيد، منها خدمته في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، ثم عودته إلى حماة لتكريس علمه في خدمة أبناء وطنه. ومع انطلاق الثورة السورية الكبرى عام 1925، اختار أن يكون في صفوف الثوار، يضمد جراحهم حتى لحظة استشهاده برصاص القوات الفرنسية أمام منزله، محتضناً رسالته الطبية والوطنية.
الحضور دعوا إلى إدراج سيرته في المناهج الدراسية والبرامج الثقافية، وإحياء إرثه الفكري عبر عمل موسوعي جامع، ليبقى محمد صالح قنباز رمزاً سورياً للعلم والتضحية والإصلاح.
في مئوية رحيله، يظل الدكتور محمد صالح قنباز رمزاً خالداً للعلم والتضحية والوطنية، سيرته الغنية تستحق أن تُدرّس وتُخلّد في ذاكرة الأجيال القادمة، لما فيها من قيم إنسانية وفكرية نبيلة، إن إحياء إرثه الفكري والثقافي هو واجب وطني تجاه رجل عاش ومات من أجل وطنه.