دمشق-سانا
يجسد جناح وزارة الثقافة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ62، عراقة الهوية السورية ويروي ملحمة انتصار الثورة السورية، في رسالة تؤكد أن سورية، أرض الحضارة والحرية، ما تزال تشرق بإرثها وإرادة أبنائها.
إستراتيجية ثقافية تواكب الانتصار
وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أكد في تصريح لمراسلة سانا خلال زيارته جناح الوزارة، أهمية الحضور الثقافي السوري، الذي يعكس حجم الانتصار التاريخي الذي حققته الثورة السورية.

وقال الصالح: “ثقافتنا اليوم هي هويتنا وسلاحنا في مواجهة محاولات التشويه، وعلينا أن نستحضر في كل محفل تاريخنا العريق الذي يمتد لآلاف السنين، ونقدم للعالم صورة حقيقية عن سورية الحضارة والإبداع”.
رحلة زمنية تروي عظمة سورية
وصُمم جناح وزارة الثقافة ليكون رحلة متكاملة تستهوي الزائر من اللحظة الأولى، حيث قُسّم إلى أقسام رئيسية عدة، منها قسم الآثار والحضارة الذي يعرض مجموعة نادرة من القطع الأثرية الأصلية التي جُلبَت خصيصاً من المتاحف السورية، إلى جانب أعمال طبق الأصل دقيقة الصنع، تحكي قصة إبداع الإنسان السوري منذ فجر التاريخ مروراً بالعصور الكلاسيكية والإسلامية والعصر الحديث، ونضال السوريين ضد الاستبداد.
كما تضمن الجناح قسم التراث والحرف اليدوية الذي يبرز جماليات التراث السوري الأصيل من خلال عرض نماذج حية للمهن السورية التراثية والتقليدية، وعرض منتجات النساء السوريات من الأزياء التراثية التي تشتهر بها مختلف المحافظات، في سعي لتأكيد استمرارية هذه الحرف وتجذرها.

كما وضع قسم الإصدارات والنشر بين يدي الزائر إنتاج الوزارة الفكري والأدبي، من خلال عرض أحدث إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب والمديرية العامة للآثار والمتاحف، والتي توثق لتاريخ سورية وغناها الثقافي.
وتضمن الجناح قسم المسار التاريخي الذي حكى للزائرين الحقب التاريخية والسياسية التي مرت بها سوريا منذ الحضارات السورية القديمة، مروراً بالحضارة الإسلامية ووصولاً إلى التاريخ الحديث ومسار الثورة التي انتصرت على الظلم والاستبداد والإجرام.
تفاعل جماهيري واسع
من جانبها، أوضحت مشرفة الجناح ليلى الدبس أن التصميم اعتمد على رؤية جديدة تجمع بين الأصالة والحداثة، قائلة: “حاولنا تقديم صورة عصرية لسوريا بعمقها التاريخي، تُظهر للزائر كيف أننا جذور من الماضي وأجنحة تطير نحو المستقبل، مبينة أن التفاعل الكبير من الزوار مع المحتوى الغني للجناح هو دليل على نجاحنا في تحقيق هذه الرسالة”.
وحظي الجناح في اليوم الأول من المعرض بإقبالٍ كبير من الزوار الذين يتدفقون لمشاهدة هذه المقتنيات النادرة والتعرف على عمق الحضارة السورية، في مشهد يعكس شغف السوريين بهويتهم وتقدير العالم لثراء تراثهم الإنساني الفريد.





