الشريط الإخباري

باختصار .. فلسطين بعيون سورية-الوطن العمانية

يظل الحنين إلى سورية مهما انشغلنا عنها في قضايا الأمة الأخرى وخصوصا قضية فلسطين. نعرف حجم التأثر الشعبي السوري بما جرى لغزة، ومدى الموقف الوطني للدولة السورية في مؤازرة هذا الجزء العزيز من الأمة. النظرة القومية لسورية تظل هي المساحة الأكبر في العقل السوري الذي يعرف ان أزمته هي جزء من أزمات الأمة، وأن مصابه جزء من التآمر على الأمة، ويقينه ان الوحدة الموضوعية لأقطار الأمة يكمن فيها الحل، لكن البعثرة والشرذمة هما أساس المشكلة كلها.

طلت سورية على جرح شقيقتها غزة، وهو جرح فلسطيني راعف منذ سقوط النكبة في الرأس. قدمت سورية للقضية الفلسطينية زهرة شبابها، وأسس واقعها الاقتصادي والانساني والاجتماعي، وأمدت تلك القضية بروح الاخوة التي تعني المصير الواحد .. إذ ليس في سورية سوى عقل وحدوي ينشد هذا الأمل في كل مشاريعه وتطلعاته. صورة متواضعة نسجت خيوطها على مدار الحياة العربية وقدمت من خلالها تجربة وحدة رائدة مع مصر كان لها ان تعمر لولا التآمر المتشعب الرؤوس الذي ادى الى انهيارها. لكن العقل السوري باحث دائم عن مثيل، وسيظل في بحثه طالما أن حدوده أكبر من جغرافيته التي لايعترف بها ويراها قفصا لكل قطر من أقطار الأمة.

الوجع السوري لايعني ابدا ان جل القراءات فيه تؤكد انه ليس خصوصية سورية، العرب كلهم يتعرضون الى مؤامرة كبرى، ونشدد على كلمة التآمر الدولي وبعض العربي، فليس طبيعيا ان نراها في ليبيا وقبلها في تونس ومازالت، وفي مصر، وفي اليمن وفي العراق، ولبنان … لايمكن لعقل متمرس في الوطنية وفي العمل السياسي وفي التجربة الحزبية وفي قانون العمل العربي المشترك الا ان يؤكد مانذهب اليه من ان ليل العرب يغمر جغرافيتهم، كل على حدة، ولكل هدف ما من تلك المؤامرة التي هبطت بالمظلات دفعة واحدة على المنطقة فأشعلت فيها وسائل كان يراد لها ان تجعل من الحال الليبية نموذجا معمما في المنطقة العربية كلها.

سورية الموحدة بأبنائها وجيشها وبدولتها ونظامها تمكنت من القضاء عليها .. لكنها لم تنس لحظة واحدة وهي في طريق الانتصار على واقع مر ان ثمة قضية جوهرية هي الاساس التي فرخت شتى الأزمات، باعتبار ان وجود الكيان الاسرائيلي العامل الاساسي فيها، وان تحرير فلسطين الطريق المثلى للخلاص، بل هي الأمل الذي راود كل الوحدويين ودفعهم الى النضال بلا هوادة.

في عز أزمتها واوجاعها، لاتنسى سورية اوجاع فلسطين، وترى فيها السبب لكل مايعصف بالمنطقة العربية وما ترتب عن قيام الكيان الصهيوني، وأن المعالجة الصحيحة تكمن في القضاء على هذا الكيان السرطاني المهدد الدائم للعرب ولقضاياهم العادلة الداخلية والوحدوية والانسانية والاجتماعية والاقتصادية وغيره.

لايقولن أحد ان سورية مشغولة بحالها متناسية الأساس في نضالات الأمة، في العكس من ذلك، تظل وفية للقضية الأم التي هي أم القضايا والمؤثر الحقيقي في ما آلت إليه أحوال الأمة من تراكمات زمن مر منذ النكبة المرة وسيظل قائما وعلى ازدياد الى ان تتحقق غايات التحرير التي اعطتنا سواعد أهل غزة الأمل في تحقيقها.

بقلم: زهير ماجد