الشريط الإخباري

تنصلات في خدمة الإرهاب-صحيفة تشرين

ألمانيا تتنصّل من تقرير لجهاز مخابراتها يصف السياسة السعودية الخارجية «بالاندفاعية» وذلك في بيان علني غير معتاد، على لسان متحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل يقول: «التقييم.. الذي أعلن في هذه الحالة.. لا يعكس موقف الحكومة»، مضيفاً: «إن برلين تنظر إلى السعودية على أنها حليف في منطقة تهزّها الأزمات».. التقرير الذي أثار حفيظة السعودية، وبيّن حقائق كثيرة عن ممارساتها الرعناء، بما فيها الفساد العسكري الذي تعد رائدته.. مع الإشارات المطالبة بضرورة أن يرتقي الانتقاد إلى المستوى الذي يجب أن يحدث التغيير المطلوب في السعودية التي باتت سياساتها تشكل تهديداً للمنطقة وللعالم.

أما بريطانيا، فقد أشارت وسائل إعلامها إلى تنصلها، كذلك عبر صمتها عن ممارسات السعودية أيضاً المطابقة لأسلوب «داعش» في القتل والذبح، وتساهلها مع بعض الدول تجاه دموية وإرهاب آل سعود، وقد وصفت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ«الجبان» بسبب موقفه من السياسة السعودية أيضاً التي لم يرَ فيها إلا المنافع، في الوقت الذي تمارس فيه السعودية سياسة الابتزاز الاقتصادي لبريطانيا التي عمدت إلى محاباة السعودية ـ حسب «الغارديان» ـ عبر افتتاح مدارس، وقنوات فضائية تغذي التطرف، على نحو يضر بمصلحة بريطانيا نفسها، وكذلك بما اشترته السعودية من سلاح هدّد اليمن واستقرار المنطقة برمتها لتحقيق بعض من الاستقرار «لعرشها» الملكي، يضاف إلى ما سبق، السؤال الأهم الذي تنصلت منه تركيا، بعد أن اختفى الاستطلاع المهم الذي أجراه تابعو أردوغان والمقربون منه والذي يتمحور حول سؤال مفاده: مَن يشتري نفط «داعش» المسروق من سورية؟

ولما كانت أغلبية الرأي العام التركي ترى أن نظام أردوغان هو من يشتري النفط المسروق، فقد جاءت النتيجة صادمة، ليتم بعدها سحب الاستطلاع الذي كان النظام الأردوغاني يأمل بأن يأتي في مصلحته بعد الحقائق المباشرة الدالة عليه، لكن هذه النسبة لم يستطع أردوغان تزويرها، كما زوّر الانتخابات الأخيرة.

المشهد الذي انقلب فيه السحر على الساحر، قدّم الدلائل على تأكيد المؤكد عن تورّط حزب «العدالة والتنمية» بزعامة «سلطان» اللصوصية والتي تطولهم من قبعاتهم حتى أخمص أقدامهم، فانكشف أمرهم حتى أمام مواطنيهم، ورغم ذلك يحاولون التعتيم على دعمهم اللامحدود للإرهاب في سورية، والسارق لمقدراتها ومعاملها ونفطها، وذاك الإرهاب المتمدد، والمدمّر لكل شيء خدمةً لسيده العثماني الأردوغاني الحائز «صفر ـ أخلاق» والضالع في المشروع الأميركي الصهيوني التقسيمي المعد للمنطقة الذي يهدف إلى الهيمنة الاستعمارية عليها بالتعاون مع الأدوات الإرهابية في المنطقة، وفي مقدمتها السعودية وقطر، عبر نشر الفكر المتطرف والإرهاب الوهابي الذي تقوم الدول الغربية ذاتها برعايته، والتستر عليه، عبر التنصلات الكثيرة والتعامي عن الحقائق الدامغة التي تضع السياسة السعودية والتركية والقطرية على محك المواجهة، وفي خانة دعم الإرهاب.

والحكاية في هذا، أن الغرب نفسه يعرف تماماً أن الإرهاب الذي بدأ يرتد عليه، ويضرب عمق بلاده، هو نفسه من أسهم في رعايته من خلال أذرعه في المنطقة.

واللافت في الأمر، أن الأصوات الإعلامية، والمخابراتية، والشعبية الغربية، لم تعد تعطي الصدى لحكوماتها التي صمّت الآذان، عن كل الممارسات التي ترتكبها، خدمةً لأهدافها الاستعمارية الجديدة.. وتحاول جاهدةً أن تنأى بنفسها عن مجمل المعطيات التي تكشف تضامنها ورعايتها الضمنية، ومشاركتها للدول المصدّرة للإرهاب وراعيته الحصرية، لأن دول الغرب بما فيها بريطانيا، وأمريكا وفرنسا وغيرها، تعلم أنها هي من أنشأت «داعش» وغيره، ومن هنا على المجتمع الدولي أن يتعرف على الحقائق، ويضع النقاط على الحروف، ومساءلة كل داعمي هذا الإرهاب الذي طال العالم بأكمله.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

 https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).