دمشق-سانا
احتفاءً بالكلمة التي تمجّد قيم المحبة والجمال في مديح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، انطلقت اليوم فعاليات مهرجان “أيام البُردة” الدولي تحت رعاية وتنظيم وزارة الثقافة، وذلك في دار الأوبرا دمشق.
ويشارك في المهرجان 28 شاعراً وشاعرة من 10 دول عربية هي: فلسطين، الأردن، السعودية، العراق، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، ليبيا، تونس، وسوريا، سائرين على نهج كعب بن زهير صاحب البردة وأول الشعراء الذين مدحوا النبي الكريم، حيث سيحييون اعتباراً من يوم غد وطيلة أربعة أيام أمسيات شعرية في مدح النبي الكريم وذكر مناقبه واستلهام سيرته، على منابر المراكز الثقافية بدمشق والمحافظات.
المهرجان يستلهم معانيه من القيم النبوية
ابتدأ المهرجان بتلاوة عطرة للقرآن الكريم، ثم فيديو عن رحلة البُردة التاريخية، بعدها ألقى وزير الثقافة محمد ياسين الصالح كلمة قال فيها: “نجتمع اليوم في أول مهرجان دولي تطلقه وزارة الثقافة بعد التحرير، تحت اسم أيام البُردة، حيث يتوحد الفن بالحب، والشعر بالأصالة، والذاكرة بالثقافة”.

وأضاف الصالح إن المهرجان “يستلهم معانيه من القيم التي بشر بها النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في التسامح والإخاء والعدل في مواقف شتى، والتي نستعيدها اليوم ونحن نبني سوريا الجديدة، لأن البناء الثقافي يتم بالحكمة، وبالقدرة على تحويل الألم إلى نور، والهزيمة إلى درس”.
وأشار وزير الثقافة إلى رمزية أن يقام مهرجان في إحياء ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلب الشام التي طالما دعا لها وباركها، بمشاركة شعراء وأدباء ومفكرين وفنانين عرب، جاؤوا إلى سوريا من مختلف البلاد العربية ليشاركوا دمشق فرحتها بارتداء بُردة العز والشرف.
محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي أكد في كلمته أن دمشق وهي تحتضن اليوم هذا المهرجان تؤكد أن الثقافة ليست ترفاً بل حاجة روحية وأخلاقية ووطنية، تحفظ هوية الإنسان وتمنحه معنى ورسالة، كما أن احتضانها لهذا المهرجان يعكس مكانتها كمنارة للثقافة والفكر العربي.
وأشار إلى أن البُردة تمثل رمزاً للقيم والمعاني النبيلة، وأن إحياءها في هذا الإطار الفني والفكري هو تجديد لرسالة الشعر في نشر قيم المحبة والأخلاق، ولفت إلى دعم المحافظة الدائم للمبادرات الثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وصون التراث السوري.
نصوص شعرية ومسرحية عن البردة

ثم تلا الشاعر أنس الدغيم قصائد شعرية ونصوصاً نثرية في مدح النبي الكريم، وذكره في القرآن الكريم، كما شارك عدد من الشبان الحضور في إلقاء شعر البُردة، بما يتناسب مع روح المهرجان.
ثم استعرضت مسرحية لقصة البُردة وأحداثها، بدءاً من وصول رسالة إلى الشاعر كعب بن زهير من أخيه بُجير يقنعه فيها بالاعتذار عن قصيدته التي هجا بها المسلمين، فجاء كعب إلى المدينة متخفياً وطلب الأمان من النبي الذي أمنه وسأله عن اسمه، فكشف كعب عن نفسه وألقى قصيدته الشهيرة “بانت سعاد”، مدحاً للنبي واعتذاراً له، فأعجب النبي بشعره وخلع عليه بردته الشريفة، فصارت القصيدة بُردة والشعر نجاة.
تكريم شعراء أحياء وراحلين
وتم خلال المهرجان تكريم عدد من الشعراء وتقديم دروع لهم، من قبل وزير الثقافة بمشاركة وزيري العدل مظهر الويس، والاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، ومحافظ دمشق ماهر مروان إدلبي، ورئيس هيئة التخطيط والإحصاء أنس سليم، والشعراء المكرمون هم: مصطفى عكرمة، والشاعر الراحل كمال فريح، وإبراهيم عبد الحميد الأسود، ومحمد نجيب مراد.
وفي الجزء الثاني من المهرجان استمتع الحضور بالأناشيد النبوية من مالك نور وفرقته، ثم تتبع الشاعر الأردني أيمن العتوم في قصيدته “لولا الهوى في مديح المصطفى” سيرة النبي الكريم منذ ولادته وحتى نزول الوحي عليه، ومعجزاته، وهجرته، ودعم زوجته والصحابة له في سبيل نشر دين الله في أصقاع المعمورة.
ومن المقرر أن تنطلق مساء الغد أمسيات الشعر في المهرجان، حيث يلقي 14 شاعراً سورياً وعربياً قصائدهم على مسرح الدراما بدار الأوبرا، إضافة إلى محاضرة للشاعر الفلسطيني أدهم شرقاوي.
















