حلب-سانا
افتتحت قلعة حلب أبوابها أمام الزوار، بعد إنهاء المرحلة الأولى من أعمال الترميم، حيث أقيم حفل بهذه المناسبة على مدرج القلعة الأثري، نظمته وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة حلب، بحضور رسمي وشعبي، بالتزامن مع اليوم العالمي للسياحة.
وتضمن الحفل فقرات غنائية وثقافية وفلكلورية، وأفلاماً وثائقية عن مراحل ترميم القلعة وإضاءة على الأسواق، ومعرضاً للمشغولات التراثية وافتتاح الأسواق التاريخية التي تسوّر القلعة، وتستمر هذه الفعاليات ليومين تشارك فيها جهات ثقافية ومجتمعية عدة.
وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أكد في كلمة خلال الحفل أن افتتاح قلعة حلب يمثل رمزاً بارزاً للتعافي والنهوض، مشيراً إلى أن حلب اليوم تعبّر للعالم عن قدرتها على الصمود مثل إدلب التي سبق أن أثبتت شموخها رغم الظروف الصعبة.
وشدد الصالح على أن الثقافة الأصيلة تبقى عصية على الطمس مهما عانَت من قسوة حكم الحديد والديكتاتورية، مشيراً إلى أن الحضور المتفاعل مع الفنون والثقافة يبعث رسالة قوية للعالم عن شعب صامد، كان الأسرع في الانتقال من الخراب إلى الحياة، ومن الحرب إلى التنمية، مشدداً على أن هذا الزمن سيسجل لحلب وشعبها زمن النصر الحقيقي.
وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح قال: إن أبطال حلب الشجعان قدموا تضحيات عظيمة، ولولا دماؤهم لما كنا اليوم في قلعة حلب.
وأكد الوزير أن حلب حاضرة من حواضر التاريخ ويليق بها الفرح اليوم وكل يوم، معرباً عن شكره للدفاع المدني في حلب الذي مثّل صورة الدفاع المدني في كل سوريا، وعمل على إيصال معاناة السوريين إلى العالم.
محافظ حلب عزام الغريب أكد أن حلب ستكون نموذجاً للحياة والإنتاج كما لم تكن من قبل، والمعامل التي قصفت ستعود، والحِرَف التي دثرت ستعاد، وسيرى العالم أن اليد التي قاومت قادرة على أن تصنع وتصدر وتبدع.
وقال الغريب: إن “جولة رئيس الجمهورية أحمد الشرع في حلب انتهت ولم يتمكن من حضور افتتاح القلعة، فحمّلني السلامات الحارة لحلب وأهلها، ووعد بزيارة قريبة لها”.
وأضاف الغريب: “في كل زاوية من زوايا حلب هناك قصة، وفي كل نقش هناك رسالة بأن حلب لا تنكسر، وأنها إذا غابت تعود، وإذا تهدمت تبنى من جديد، وإذا صمتت فإن صمتها يكون أشد بلاغة من الكلام.
وقال الغريب: نعيد افتتاح أبواب القلعة، للتاريخ وللفخر وللأمل، ونفتح عهداً جديداً صُنع بدماء الشهداء وصبر الأمهات وأحلام الأطفال، وكما كانت حلب معقلاً للعلم والفن والتجارة والصناعة ستكون اليوم وغداً من أجمل مدن العالم”.
معاون محافظ حلب حازم لطفي قال: إن هذا الحدث المميز يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للسياحة، معبّراً عن ترحيب أهالي حلب ورغبتهم في إبراز قلعتهم التاريخية التي تقف شامخة منذ آلاف السنين كشاهد على صمود المدينة ونهوضها المستمر.
وأضاف لطفي: إن القلعة ليست مجرد معلم سياحي، بل إعلان للحياة والعودة التي تعبر عن استمرار حلب في رحلة التعافي والحفاظ على تراثها وهويتها، لافتاً إلى أنها عادت لتكون منارة للسياحة والثقافة وقاطرة للنهضة السورية.
ممثل وزارة السياحة زياد البلخي قال: إن حلب تنبض بالحياة والثقافة رغم كل التحديات، وقلعتها تجمع بين المجد والعراقة والصمود والتحدي والانتصار والتاريخ.
وأضاف البلخي: إن كل زاوية في حلب تحكي قصة سوريا، وحضارة عمرها آلاف السنين، مبيناً أن السياحة رسالة سلام وحب وفخر بما نملك من إرث وتنوع وجمال.
وتعد قلعة حلب جوهرة تاريخية عريقة ارتفعت على تلّها منذ آلاف السنين، لتكون حصناً منيعاً ومسرحاً لحضارات متعاقبة؛ من الآراميين والإغريق، إلى الأمويين والأيوبيين والمماليك، بأسوارها الشاهقة وأبوابها المهيبة وحجارتها التي عانقت التاريخ، حتى ظلّت رمزاً لصمود المدينة وعزّتها.
واليوم، تُفتح القلعة مجدداً، لا كحصن للحروب، بل كمنارة للثقافة والفنون، ومرآة تعكس وجه سوريا المشرق أمام العالم.