دمشق-سانا
أقامت سفارة المملكة العربية السعودية لدى سوريا اليوم حفلاً بمناسبة يوم الأغذية العالمي 2025، وذلك في فندق الفورسيزن بدمشق.
وأشار السفير السعودي فيصل بن سعود المجفل في كلمة له خلال الحفل، إلى أن أهمية هذه المناسبة تنبع من حق البشر جميعاً في الحصول على الغذاء بعدالة وأمان، لافتاً إلى أن السعودية تولي قطاعي الأمن الغذائي والتنمية الزراعية أهمية كبرى، بوصفهما ركيزةً أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ولفت السفير المجفل إلى أن مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي بلغت نحو 109 مليارات ريال في عام 2023، وارتفعت إلى 114 مليار ريال في عام 2024، بما يعكس نمواً مستداماً في هذا القطاع الحيوي، لافتاً إلى أن صندوق التنمية الزراعية قدّم قروضاً تجاوزت 5 مليارات ريال منذ عام 2018 وحتى عام 2024؛ لدعم المشاريع الزراعية وتعزيز كفاءة الإنتاج.
وفي مجال الأمن الغذائي، بيّن السفير المجفل أن المملكة حققت المرتبة 41 عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي لعام 2022، متقدمةً مرتبتين عن العام السابق، فيما تواصل الاستثمار في المشاريع الإستراتيجية، ومنها إطلاق أكبر مدينة للثروة الحيوانية في الشرق الأوسط في محافظة حفر الباطن بقيمة 9 مليارات ريال؛ بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي إطار الدعم والتمكين، أوضح السفير المجفل أن برنامج “ريف السعودية” نجح في تمكين ما يزيد على 80 ألف مستفيد في جميع مناطق المملكة، حيث قدّم دعماً مالياً مباشراً للمستفيدين في قطاعاته الثمانية بأكثر من 3 مليارات ريال خلال السنوات الخمس الماضية؛ مما أسهم بشكل مباشر في رفع مستوى دخل المزارعين، وتوفير أكثر من 70 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى زراعة أكثر من 15 مليون شتلة زراعية، ودعم نحو 250 مليون كيلوغرام من الإنتاج الزراعي.
وعلى الصعيد الإنساني، لفت السفير المجفل إلى أن المملكة تواصل أداء مسؤوليتها العالمية، حيث نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 1056 مشروعاً غذائياً في مختلف دول العالم بقيمة تتجاوز 8 مليارات دولار، من بينها 110 مشاريع في سوريا وحدها بقيمة تفوق 145 مليون دولار، دعماً للفئات الأكثر احتياجاً ومساهمةً في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وأكد السفير المجفل أن إحياء يوم الأغذية العالمي هو تذكير للجميع، بأن تحقيق الأمن الغذائي يتطلب عملاً عالمياً دؤوباً منسقاً، وتكاملاً في الجهود والاستثمار في هذا القطاع الحيوي لما فيه صالح دولنا وشعوبنا.
بدوره، أكد وزير الثقافة محمد الصالح في تصريح لـ سانا، أن أهمية مناسبة يوم الغذاء العالمي تنبع من كونها تُعنى بتهذيب الموارد والاستهلاك، وتشير إلى أنّ حقوق تأمين الغذاء تُعدّ من أبسط الأساسيات التي يجب أن تركز عليها أي جهة معنية في ترسيخ الثقافة الوطنية وتعزيز شعور الانتماء.
وأشار الصالح إلى أن إحياء هذه المناسبة يحمل بُعداً يرتبط بالزراعة والصبر، فكما يبذر الفلاح البذرة اليوم وينتظر بصبر ليحصد ثمارها لاحقاً، كذلك هو الحال في مسيرة بناء الدولة في سوريا التي بدأت بذرتها بعد التحرير لتصبح مثالاً في الثبات والعطاء.
من جانبها، أكدت المديرة القُطرية لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا ماريان وارد في تصريح لـ سانا، أن هذا اليوم يهدف إلى تسليط الضوء على الأمن الغذائي العالمي، فهناك ما يقارب 800 مليون شخص في العالم اليوم لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهنا يأتي دور المجتمع الدولي، وبرنامج الأغذية العالمي، في تغيير هذا الواقع والعمل من أجل أن يتمكن كل إنسان في العالم من الحصول على غذاء صحي وكافٍ.
وأشارت وارد إلى أن السعودية استثمرت في التقنيات الزراعية المتقدمة، وأصبحت اليوم من كبار منتجي القمح، كما تنتج الفواكه والخضراوات، كما استثمرت في إنتاج الأعلاف وتربية الماشية، مما جعلها تُغيّر مشهد الأمن الغذائي لمواطنيها، إذ أصبحت تنتج لاحتياجاتها الداخلية وتُصدّر في الوقت ذاته.
ولفتت وارد إلى أن منظمة برنامج الغذاء العالمي تأمل بأن تتمكّن السعودية من نقل خبراتها وتقنياتها الزراعية المتقدمة إلى البيئة الجافة في سوريا، للمساعدة في جعلها بلداً آمناً غذائياً من جديد.
ويَحتفل العالم في الـ 16 من تشرين الأول مِن كُل عام بِاليوم العالمي للغذاء، وَهو يَوم أَعلنته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة لِمُنظمة الأمم المتحدة.
