ريف دمشق-سانا
شهدت مدينة معضمية الشام بريف دمشق اليوم فعالية رياضية وطنية حملت عنوان “ماراثون النصر”، وذلك احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا من النظام البائد، بمشاركة واسعة من الطلاب والأهالي والفعاليات المجتمعية.
وتضمن الماراثون، الذي نظمه فريق إرادة التطوعي بالتعاون مع مجلس مدينة معضمية الشام، ماراثوناً طلابياً انطلق من مشفى داريا الوطني، وصولاً إلى مدرسة معضمية الشام الرابعة، لمسافة تقارب الكيلومتر الواحد.
ورفع كل طالب لافتة تحمل اسم مدينة سورية عانت ويلات النظام البائد، في تعبير رمزي عن التضامن وتكريم المدن السورية التي صمدت في وجه الطغيان.
فعالية تجسد النصر

أكد رئيس المجلس المحلي لمدينة معضمية الشام، المهندس سليمان عرنوس في تصريح لمراسلة سانا، أن الماراثون جاء بمبادرة من فريق إرادة التطوعي وبرعاية مجلس المدينة، احتفالاً بذكرى التحرير، مشيراً إلى أن هذه المناسبة تعيد إلى الأذهان ما مر به أهالي المدينة من معاناة، مباركاً للسوريين هذا النصر الذي تحقق بعد سنوات عجاف من الظلم.
من الدمار إلى الأمل
وأوضح عضو فريق إرادة التطوعي الدكتور وائل الخطيب أن فكرة الماراثون استُلهمت من التحول من الدمار إلى الأمل، حيث ينطلق الطلاب من منطقة داريا المدمرة نحو مدرسة المعضمية التي يتم تأهيلها بالتعاون مع المجتمع المحلي. وقال: إن الطالب الفائز يحصل على ميدالية ودرع تكريمي، وسط أجواء احتفالية تعكس تلاحم الأهالي وحرصهم على تخليد ذكرى التحرير.
جهود مجتمعية لإعادة الإعمار
وأشار مسؤول الإدارة المدنية لمدينة معضمية الشام، محمد السيد أحمد، إلى أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة من المبادرات المجتمعية التي ينفذها فريق إرادة، موضحاً أن الفريق لا يقتصر نشاطه على الجانب الرياضي، بل يواصل أعمال صيانة وتأهيل المدرسة الرابعة، بما يشمل الدهان وإصلاح الكراسي والمرافق.
أول فرحة بعد التحرير

أعربت مديرة مدرسة معضمية الشام الرابعة، سناء السيد أحمد، عن سعادتها بهذه الفعالية، ووصفت شعور الطلاب في هذا اليوم بأنه لا يوصف، لكونه أول نشاط يُقام في المدينة بعد التحرير، مؤكدة أهمية مشاركة جميع فئات المجتمع في هذه الفرحة لبناء مستقبل سوريا الواعد.
وأعرب الطالب عمار رجب عن فرحته بالمشاركة في الماراثون ليعبر عن فرحته بالنصر والتحرير، بينما أشار الطالب خالد محمد دوشاني إلى أن الفعالية منحته شعوراً بالانتماء والحرية.
لحظة تاريخية
وعبّر عدد من محامي المدينة عن فخرهم بهذه المناسبة، حيث أكد المحامي أحمد جلب أن كلمة “الحرية” لم تعد شعاراً، بل أصبحت تعبيراً صادقاً نابضاً من وجدان السوريين.

من جانبه، وصف المحامي باسل عاشور الفعالية بأنها احتفال بتحرير سوريا من الظلم والاستبداد، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تمثل محطة مفصلية في تاريخ البلاد، ومشيداً بصمود الشعب السوري وتضحياته، ومعرباً عن أمله في قيام سوريا جديدة يسودها القانون والعدالة الاجتماعية.
أما المحامي مصطفى الخطيب فأشار إلى الدور الريادي الذي لعبته مدينة معضمية الشام في مسيرة الثورة، مؤكداً أن أبناءها كانوا دائماً في طليعة المطالبين بالحرية والكرامة.
وفريق إرادة التطوعي هو فريق شبابي يعمل على خدمة المجتمع وتقديم الدعم الإنساني.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة التي تشهدها المدينة احتفاءً بذكرى النصر، وتأكيداً على استمرار الحراك المجتمعي في دعم القيم الوطنية، وتعزيز روح الأمل لدى الأجيال الجديدة.