نيويورك-سانا
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، أن سوريا تشهد مرحلة مفصلية من البناء الوطني الشامل تقوم على المشاركة المجتمعية وسيادة القانون وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني، مشدداً على أن سوريا الجديدة تسير بخطى واثقة نحو مستقبل مزدهر يحفظ مؤسسات الدولة ويصون مصالح السوريين.
وقال علبي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا: إن سوريا تفخر بأن صوت المجتمع المدني السوري وصوت المرأة السورية، باتا مسموعين في سوريا الجديدة، مشيراً إلى أن بيانات دول مجلس الأمن خلال الجلسة عكست وحدة الموقف الدولي في دعم سوريا على طريق البناء والمضي قدماً نحو المستقبل.
وأوضح علبي أن تحرير دمشق مثّل إعلاناً لطي صفحة الاستبداد مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، والانطلاق بعزم وإرادة نحو بناء دولة القانون وتحقيق التنمية والازدهار، لافتاً إلى أن العملية السياسية الوطنية انطلقت بقيادة سورية للمرحلة الانتقالية بصورة مسؤولة ومنظمة، بعيداً عن الفوضى.
وعلى الصعيد الأمني، بيّن أن الجهود تركزت على إعادة هيكلة وزارة الداخلية وفق أسس حديثة، إلى جانب تأسيس جيش وطني احترافي وحصر السلاح بيد الدولة، بما يعزز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق.
وأشار علبي إلى أن وزارات الدولة ومؤسساتها في سوريا الجديدة تعمل اليوم كخلية نحل للارتقاء بالواقع المعيشي والخدمي وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لجميع السوريين، مؤكداً أن سوريا الجديدة لا تقوم على الإفلات من العقاب، بل على سيادة القانون والمساءلة.
ولفت إلى أن العام الفائت شهد تطوراً ملموساً تمثل بعودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومهجر إلى ديارهم، في مؤشر واضح على تحسن الأوضاع الأمنية واستعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، كما أوضح أن الجهود الدبلوماسية السورية، إلى جانب تضحيات الشعب، نجحت في طي صفحة العقوبات الأمريكية والأوروبية بشكل نهائي.
وأكد علبي أن سوريا، في إطار التزامها بالأمن الإقليمي والدولي، وضعت حداً لآفة المخدرات التي أغرق بها النظام البائد المنطقة، وعملت على تفكيك شبكات التهريب بالتعاون مع دول الجوار، مشيراً إلى انضمامها للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش والوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب، مع التشديد على أنها لن تكون مصدر تهديد لأي دولة.
وفي ختام كلمته، شدد علبي على أن الحكومة السورية، بالتعاون مع المجتمع الدولي، تسعى لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، في وقت تواصل فيه إسرائيل محاولاتها لزعزعة هذا الاستقرار عبر انتهاك اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وعدم الالتزام بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، رغم التزام سوريا الكامل بها.
الجزائر: حشد التضامن الدولي لتمكين السوريين من إعادة إعمار بلدهم
بدوره، جدد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، التزام بلاده الكامل بالوقوف إلى جانب سوريا وشعبها، ودعم العملية السياسية بملكية سورية خالصة، وصون سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مشدداً على ضرورة حشد التضامن الدولي لتمكين السوريين من إعادة إعمار بلدهم.
وأوضح بن جامع في كلمته أن سوريا دخلت فصلاً جديداً يتسم بالأمل والحرية والازدهار، لافتاً إلى أن زيارة أعضاء المجلس إلى دمشق حملت رسالة تضامن واضحة مع الشعب السوري، كما شدد على أن المصالحة والعدالة الانتقالية هما الطريق لتجاوز العنف.
وأشار بن جامع إلى أن التوغلات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية تشكل مصدراً لزعزعة الاستقرار وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مديناً الهجمات التي شنتها إسرائيل على قرية بيت جن بريف دمشق وأدت إلى استشهاد 13 شخصاً، ودعا إلى التنفيذ الكامل لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مؤكداً أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من سوريا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 497.
الولايات المتحدة: نبذل كل الجهود لضمان استقرار سوريا
إلى ذلك، أكدت نائبة مندوبة الولايات المتحدة جينيفر لوسيتا أن واشنطن تبذل كل الجهود لضمان استقرار سوريا وازدهارها، مشيرة إلى أن رفع بعض العقوبات الأمريكية جاء بهدف تشجيع قطاع الأعمال ومنح البلاد فرصة حقيقية لإعادة الإعمار.
بريطانيا: نرحب بالتعاون السوري مع الأمم المتحدة
بدوره، أعرب نائب مندوب بريطانيا جيمس كاريوكي عن قلق بلاده من استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا وما تسببه من زعزعة للاستقرار، مؤكداً أن الوفد الأممي لمس خلال زيارته إلى دمشق رسالة واضحة من السوريين لبناء بلد أكثر أمناً واستقراراً، مرحباً بالعلاقة المتنامية بين الأمم المتحدة وسوريا.
فرنسا: ندعم سوريا في مواجهة الإرهاب
من جانبه، أكد مندوب فرنسا جيروم بونافون استعداد بلاده لمساعدة سوريا في مواجهة تنظيم داعش، مشدداً على أهمية استمرار الدعم السياسي والإنساني والتنموي وإعادة الإعمار.
الصين: نحترم سيادة سوريا وندعم التعافي الاقتصادي
كما أشار مندوب الصين فو تسونغ، إلى الجهود الدولية الكبيرة لدعم الاستقرار في سوريا، معرباً عن أمل بلاده في أن تستعيد سوريا عافيتها الاقتصادية، ومجدداً الدعوة إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، واستعداد الصين لمواصلة التعاون الدولي لدعم السلام والاستقرار.
روسيا: ندعو إلى إدانة الانتهاكات الإسرائيلية
من جهته، اعتبر نائب مندوب روسيا دميتري بوليانسكي، أن زيارة وفد مجلس الأمن إلى دمشق تعكس احترام المجلس لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مؤكداً ضرورة الحفاظ على سوريا دولة موحدة عبر استمرار الحوار بين جميع الأطياف، كما دان الانتهاكات الإسرائيلية، داعياً تل أبيب إلى الالتزام بقرار فض الاشتباك لعام 1974 والانسحاب من الأراضي التي توغلت فيها.
الدنمارك: نشيد بالإنجازات التي حققتها الحكومة السورية
وفي السياق ذاته، قالت مندوبة الدنمارك كريستينا ماركوس لاسن: “إن العلاقة بين الأمم المتحدة والشعب السوري دخلت مرحلة جديدة بعد زيارة الوفد الأممي، مشيدة بالإنجازات التي حققتها الحكومة السورية.
اليونان: طريق تعافي سوريا يتطلب دعماً دولياً
بدورها، وصفت مندوبة اليونان أغلايا بالتا، الزيارة بأنها تاريخية، مؤكدة أن طريق تعافي سوريا يتطلب دعماً دولياً، مشيرة إلى مساهمات بلادها المالية في هذا الإطار.
باكستان: رفع العقوبات والاستثمار مدخل للتنمية
كما اعتبر نائب مندوب باكستان عثمان جادون، أن رفع العقوبات وتوجيه الاستثمارات إلى سوريا يمثلان خطوات أساسية نحو التنمية المستدامة، داعياً إسرائيل إلى احترام قرار فض الاشتباك لعام 1974.
كوريا الجنوبية: دعوة لاستمرار الدعم الدولي لسوريا
وأشاد نائب مندوب كوريا الجنوبية سانغ جين كيم بتعاون سوريا مع المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، داعياً إلى استمرار الدعم الدولي لمواجهة التحديات الإنسانية وتحقيق التعافي المبكر.
بنما: انفتاح يتطلب دعماً دولياً
واختتم نائب مندوب بنما ريكاردو موسكوسو بالتأكيد، على أن سوريا بدأت كتابة فصل جديد من تاريخها، وأن انفتاحها على العالم يتطلب إرادة سياسية دولية متجددة لدعم إعادة اندماجها ورفع العقوبات عنها.
سلوفينيا: سوريا ركيزة للاستقرار الإقليمي
من جانبه، رأى مندوب سلوفينيا صامويل زبوغار، أن سوريا يجب أن تكون مركزاً للاستقرار في المنطقة، وهو ما يتطلب دعماً من جيرانها والمجتمع الدولي.
الأمم المتحدة: التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية تزيد التوترات الأمنية
من جهتها، أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري ديكارلو، أن دعم الاستثمارات يشكل ركناً أساسياً في مسار تعافي سوريا وإعادة إدماجها اقتصادياً، مشيرة إلى أن الانفتاح الدولي وتخفيف بعض العقوبات الثنائية يفتحان المجال أمام استثمارات ضرورية لمرحلة إعادة الإعمار، التي تتطلب وقتاً وإرادة سياسية.
وحذرت ديكارلو من أن التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية تزيد التوترات الأمنية، داعية إسرائيل إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، كما كشفت عن عودة أكثر من مليون لاجئ من الخارج ومليوني نازح داخلياً إلى بيوتهم، مؤكدة أن الشعب السوري لا يزال متمسكاً بالأمل ومستعداً لمواجهة التحديات بدعم من الأمم المتحدة.
الشؤون الإنسانية: دعم عودة النازحين
بدورها، أكدت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، أن سوريا قطعت أشواطاً كبيرة للاندماج في المجتمع الدولي، مشددة على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على مساعدة النازحين لضمان استمرار عودتهم إلى منازلهم.