بروكسل-سانا
جدد المجلس الأوروبي تأكيده على مواصلة دعم سوريا وسيادتها، والوقوف إلى جانب الشعب السوري، مطالباً جميع الأطراف الفاعلة، الداخلية والخارجية، بالاحترام الكامل لوحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وأكد المجلس في بيان له اليوم عقب اجتماعاته في بروكسل بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط والدفاع والأمن الأوروبيين، دعمه لانتقال سلمي وشامل في سوريا دون تدخل خارجي، وأهمية حماية حقوق جميع السوريين دون تمييز.
وكان المجلس الأوروبي شدد أواخر حزيران الماضي، على ضرورة احترام استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، وذلك تماشياً مع أحكام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ترحيب بإنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة
وفي الشأن الفلسطيني، رحب المجلس باعتماد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن إنشاء مجلس سلام وقوة استقرار دولية مؤقتة ضمن خطة وقف الحرب على قطاع غزة، داعياً إلى تنفيذ القرار بالكامل ووفق المبادئ الدولية.
وشدد المجلس على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بشكل آمن ومستدام، وتمكين المنظمات الدولية من العمل بحرية، مؤكداً التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأدان المجلس بشدة التصاعد الهائل في جرائم وعنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، وسياسات التهجير القسري والضم في الضفة الغربية المحتلة، مطالباً سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتراجع عن توسيع المستوطنات التي وصفها بأنها “غير قانونية بموجب القانون الدولي”، كما دعا للحفاظ على الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس المحتلة.
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الدعوات الأوروبية والأممية لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، في ظل التحذيرات المتكررة من تفاقم الكارثة الإنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي، عبر تنفيذ اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين وعرقلة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
دعم سيادة الدولة اللبنانية
وحول الوضع في لبنان، أكد المجلس الأوروبي دعمه سيادة الدولة اللبنانية ووحدة أراضيها وجهود بناء الدولة، بما في ذلك المساهمة في تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، لافتاً الى ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، داعياً إلى خفض التصعيد في المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص.
وجدد المجلس دعمه للدور المحوري لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، مديناً الهجمات التي تعرضت لها، واصفاً إياها ب”الانتهاك الجسيم للقانون الدولي”، ومطالباً بالتنفيذ الكامل للقرار الدولي رقم 1701.
إدانة الهجمات الهجينة على دول الاتحاد
وفي سياق آخر يتعلق بالأمن الأوروبي، أدان المجلس الهجمات الهجينة التي تستهدف دول الاتحاد، داعياً إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية بحلول عام 2030، ومعالجة الثغرات في القدرات العسكرية والتقنية، مشيراً إلى أن المتغيرات الأمنية الحالية تشكل تحدياً وجودياً للاتحاد الأوروبي، ما يتطلب تكثيف العمل على مشاريع التصنيع الدفاعي وتطوير القدرات الاستراتيجية.
وكان القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الجنرال أليكسوس غرينكيفيتش، أكد في الخامس من الشهر الجاري أن الحلف يمتلك القدرة الكافية للرد على الهجمات الهجينة المتزايدة التي تتعرض لها دوله الأعضاء، مشدداً في الوقت ذاته على الطبيعة الدفاعية للحلف.
وتأتي هذه الإدانة في أعقاب سلسلة من الهجمات الهجينة التي شهدتها أوروبا مؤخراً، بما في ذلك تحليق لطائرات مسيّرة وحوادث تخريب، والتي دفعت العديد من المسؤولين الأوروبيين للمطالبة بردود فعل أكثر قوة من حلف الناتو.