باريس-سانا
أظهرت دراسة علمية دولية حديثة أن الأدوية لا تزال تمثل خط العلاج الأكثر فاعلية لاضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه لدى الأطفال والبالغين، إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي الذي يُعد خياراً مكملاً أساسياً للبالغين.
وذكر موقع “دويتشه فيليه” الألماني أن الدراسة التي نُشرت في مجلة (The BMJ) الطبية البريطانية أواخر تشرين الثاني 2025، أُنجزت بالتعاون بين باحثين من جامعات باريس نانتير وروبير ديبري وساوثهامبتون، واعتمدت على تحليل شامل لأكثر من 200 مراجعة منهجية تناولت مختلف أساليب العلاج المتاحة.
وأظهرت النتائج أن خمسة أدوية أثبتت فاعليتها لدى الأطفال والمراهقين، بينما برز دواءان فقط بفعالية واضحة لدى البالغين، مع التأكيد على أن الأدلة المتوافرة لا تزال محصورة في المدى القصير رغم شيوع الاستخدام طويل الأمد في الممارسة الطبية.
كما أطلق الباحثون منصة رقمية تفاعلية تتيح للمرضى والأطباء الاطلاع على الأدلة العلمية بصورة مبسطة لدعم اتخاذ القرار العلاجي.
وأشار فريق البحث إلى أن كثيراً من المرضى وأسرهم يقفون أمام رسائل متباينة حول أنسب خيارات العلاج، ما قد ينعكس سلباً على الالتزام بالخطة العلاجية.
ولفتت الدراسة إلى أن بعض العلاجات غير الدوائية، مثل التأمل والرياضة والوخز بالإبر، أظهرت نتائج مشجعة لكنها تستند إلى أدلة محدودة، بينما بقي التأمل التدخل الوحيد الذي أثبت فعالية طويلة الأمد لدى البالغين.
وحذّر الباحثون من أن طول قوائم الانتظار في خدمات الصحة النفسية وانتشار معلومات غير دقيقة قد يدفعان المرضى نحو خيارات غير مثبتة علمياً، مؤكدين أن إشراك المريض في القرار العلاجي بالاستناد إلى أحدث الأدلة يسهم في تحسين الالتزام والنتائج الصحية.
ويُعد اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه من الحالات العصبية التطورية الشائعة التي تبدأ عادة في مرحلة الطفولة وقد تستمر حتى البلوغ، ويتصف بصعوبات في التركيز، وفرط النشاط، والاندفاعية، بما يؤثر في الأداء الدراسي والمهني والاجتماعي.