دمشق-سانا
عادت شخصية المخلوق المرعب فرانكشتاين إلى الشاشة الذهبية مجدداً، من خلال فيلم جديد من سيناريو وإخراج المكسيكي غويليرمو ديل تورو المولع دائماً بالسينما الخيالية والأسطورية، ليقدم رؤية معاصرة لرواية ماري شيلي الصادرة عام 1818، جمعت الرعب والخيال المثير للتفكير.
من مهرجان البندقية إلى نتفليكس

الفيلم، الذي بلغت ميزانيته نحو 120 مليون دولار، يُوزَّع عالمياً عبر منصة نتفليكس، ويضم طاقماً بارزاً على رأسه أوسكار آيزاك في دور فيكتور فرانكشتاين، وجاكوب إلوردي في دور المخلوق، إلى جانب ميا جوث وكريستوف والتز.
عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي بتاريخ 30 آب الماضي، ثم عُرض في دور سينما محدودة في 17 تشرين الأول الفائت قبل أن يصبح متاحاً عالمياً على منصة نتفليكس منذ 7 الشهر الجاري، حيث تبلغ مدته نحو 150 دقيقة، ويصنف ضمن الدراما القوطية التي تمزج بين عناصر الجو المظلم والمثير والرعب النفسي، والمواضيع الخارقة للطبيعة.
القصة والأبعاد الدرامية
وفقا لمنصة نتفليكس تودوم تبدأ أحداث الفيلم في القرن الـ19، حيث يسعى فيكتور فرانكشتاين إلى تجاوز الموت عبر إعادة إحياء أجزاء جثث في مخلوق جديد، ترافقه شخصية إليزابيث التي أصبحت مساحتها في الفيلم أكبر عما كانت عليه في الرواية وأكثر استقلالية وعلمية، بينما يقدم المخلوق بعداً فلسفياً عن الهوية والإنسانية، ويطرح السؤال المحوري: من هو الوحش الحقيقي؟.

الفيلم يجمع بين الرعب، الدراما، والبصريات الغنية، مع موسيقى مؤثرة من الملحن الفرنسي ألكسندر دسبلات، ليقدم تجربة سينمائية تجمع بين احترام النص الأصلي وجرأة الرؤية الفنية الحديثة.
ردود الفعل النقدية والتقييم
نجاح الفيلم جماهيرياً، واكبه استقبال نقدي جيد، مع إشادة بأداء الممثلين والبصريات المميزة، ولكن كانت هناك انتقادات لمستوى النضوج الدرامي أحياناً.
الناقد السينمائي البريطاني بيتر برادشو في تصريح لجريدة الغارديان: وصف الفيلم بأنه “ميلودراما جميلة بشكل وحشي”، وأشاد بعلاقة العالم والمخلوق التي تبدو أخوية ملحمية، مع التركيز على الأسلوب البصري الغني بتفاصيل الفترة التاريخية، رغم أن بعض المشاهد قد تعيق طاقة الرعب في الفيلم.
الناقد السينمائي الأمريكي أرماند وايت على مجلة ناشيونال ريفيو، رأى أن ديل تورو يميل إلى الطفولية في سرد القصة، وأن الفيلم مصمم لإرضاء جمهور الرعب والخيال العلمي، لكنه يفتقد أحياناً للعمق الفلسفي في الرواية الأصلية.
الناقد الأمريكي غلين كيني على موقع إرث روجر إيبرت: أشاد بالفيلم ووصفه بـ “الإنجاز المذهل”، معتبراً أن ديل تورو حافظ على جوهر الرواية، وقدّم المخلوق بإنسانية عميقة، وأشاد بأداء جاكوب إلوردي وأوسكار آيزاك وبصريات الفيلم المبتكرة.
إيليس شافير نائب رئيس التحرير في منصة فارايتي قال: “لاحظت أن ديل تورو أعاد ابتكار جوانب جديدة في بعض الشخصيات مثل إليزابيث، مع الحفاظ على جوهر الرواية وروحها، وركّز على الجانب الإنساني والروحاني للقصة بدل التحذيرات العلمية التقليدية”.
الناقدة أريانا روميرو كتبت على منصة نتفليكس تودوم، ديل تورو طالما اعتبر رواية فرانكشتاين أغلى أحلامه منذ 3 عقود، وسعى إلى تسليط الضوء على أسئلة وجودية وعمق إنساني يعكس تجربة ديل تورو الشخصية منذ طفولته.
على موقع الطماطم الفاسدة المتخصص بتقييم الأفلام والمسلسلات، حصل الفيلم على حوالي 86% من تقييم النقاد، ما يعكس النجاح النسبي للفيلم لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
تاريخ الشخصية
يشار إلى أن عدد الأفلام المنتجة عن شخصية فرانكشتاين أو التي تضمنتها 433 فيلماً روائياً طويلاً، و212 فيلماً قصيراً، بحسب ما نشر موقع الطماطم الفاسدة، ما يجعله سادس أكثر شخصية خيالية تكراراً في السينما.