لندن-سانا
نجح فريق بحثي أوروبي يضم باحثين من مؤسسات بريطانية ودنماركية وألمانية وسويسرية بابتكار برنامج ذكاء اصطناعي جديد باسم “Delphi-2M” قادر على التنبؤ باحتمال إصابة الأشخاص بأكثر من ألف مرض قبل سنوات من حدوثها، وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات الطبية السابقة والتشخيصات المسجلة في قواعد بيانات ضخمة، مثل البنك الحيوي البريطاني.
وأوضح الباحثون حسب تقرير نشره موقع (ScienceAlert) الأسترالي المتخصص بأبحاث العلوم والتكنولوجيا والبيئة والصحة، أن البرنامج يعتمد على تحليل أنماط تسلسل التشخيصات الطبية بطريقة تشبه تعلم قواعد اللغة، ما يمكّنه من تقديم تنبؤات دقيقة بشأن مخاطر أمراض، مثل النوبات القلبية والسرطان.
ودرّب الباحثون النموذج على بيانات من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، وهو قاعدة بيانات بحثية طبية حيوية واسعة النطاق، تتضمن تفاصيل عن نحو نصف مليون مشارك.
وصرح موريتز جيرستونج خبير الذكاء الاصطناعي في مركز أبحاث السرطان الألماني، أن أداة (Delphi-2M) تتعلم أنماط بيانات الرعاية الصحية والتشخيصات السابقة وتتابع حدوثها، ما يمكّنها من تقديم تنبؤات دقيقة وذات صلة بالصحة، حيث أظهرت الرسوم البيانية قدرتها على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بغض النظر عن أعمارهم وعوامل أخرى.
وأوضح إيوان بيرني المشارك في البحث أن أداة (Delphi-2M) تستطيع تشخيص جميع الأمراض دفعة واحدة على مدى فترة طويلة، فيما رأى غوستافو سودري من كلية كينغز لندن أن الأداة خطوة مهمة نحو نمذجة تنبؤية قابلة للتطوير والتفسير وبمسؤولية أخلاقية.
وجرى اختبار البرنامج على بيانات نحو مليوني شخص في الدنمارك، وأظهرت النتائج فعالية واعدة في التنبؤ بالأمراض.
وأكد الخبراء أن الأداة تحتاج إلى مزيد من الاختبارات قبل استخدامها سريرياً، لكنها تمثل خطوة مهمة نحو تطوير تقنيات وقائية تدعم أنظمة الرعاية الصحية وتساعد في توجيه الموارد بشكل أفضل.
وتعدّ الابتكارات في الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الاتجاهات الحديثة في الطب الوقائي، حيث تساعد تقنيات تحليل البيانات الطبية الضخمة في تحديد مخاطر الأمراض مبكراً.