حلب-سانا
بعد مرور عام على تحرير سوريا من النظام البائد، ما زالت مهمة إزالة المخلفات الحربية تمثل أولوية إنسانية عاجلة لحماية حياة المدنيين العائدين إلى ديارهم.
وسط أنقاض المدن والريف، يواصل متطوعو الدفاع المدني السوري عملهم بصمت وإصرار، حاملين على عاتقهم مسؤولية تنظيف الأرض من القنابل والذخائر غير المنفجرة التي خلّفها النظام.
مسؤولية مضاعفة

في ريف حلب الجنوبي، حيث كانت خطوط التماس تقسم الأرض لسنوات، يروي المتطوع رمضان حسن المحمد من قسم إزالة المخلفات الحربية قصة كفاح يومي حيث يقول: “الفرح لا يوصف في الذكرى الأولى للتحرير، لكن حجم الذخائر غير المنفجرة التي خلفها وراءه النظام البائد جعل عملنا مضاعفاً ومسؤوليتنا أكبر”.
وأضاف: إن فرق الدفاع المدني تعمل بكامل طاقتها لتأمين المناطق التي بدأ الأهالي بالعودة إليها بعد سنوات من التهجير، مؤكداً أن هدفهم هو ضمان عودة آمنة لكل أسرة.
لحظات إنسانية

يستمد رمضان وزملاؤه قوتهم من تلك اللحظات الإنسانية البسيطة، حين يشاهدون العائلات تعود إلى منازلها المهدمة وقد أصبحت آمنة من الخطر الخفي تحت الأرض، ويقول: “عندما أرى أحد أهالينا يعود، أبذل كل جهدي ليكون طريقه آمناً، ويغمرني شعور عظيم لأنني أسهمت في زرع ابتسامة وعودة آمنة لهم.”
تحديات مستمرة
لكن الطريق لا يخلو من العقبات؛ فقلة الكوادر المتخصصة تشكل عبئاً إضافياً، خاصة مع الكم الهائل من الذخائر المدفونة، ويؤكد رمضان أن العمل دقيق ومحفوف بالمخاطر، ويتطلب صبراً طويلاً ودقة بالغة.
رسالة تحذير

يختم رمضان حديثه برسالة للأهالي: “أرجو من كل من يشاهد جسماً غريباً ألا يقترب منه أو يلمسه إطلاقاً، وأن يبادر إلى إبلاغ فرق الدفاع المدني مباشرة، فشعارنا كان وما يزال: من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.”
هكذا، وبعد عام على التحرير، يواصل هؤلاء الأبطال الصامتون عملهم في صمت، ليعيدوا للأرض معنى الوطن الآمن.