حماة-سانا
مع ذكرى مرور عام على انتصار الثورة السورية المباركة، نسلط الضوء على قصة الناشط الصحفي عبد المجيد عنجاري أحد أبناء مدينة حماة الذي اضطر لمغادرة مدينته قسراً عام 2011 هرباً من بطش النظام البائد، وعاد إليها عام 2024 منتصراً بعد سقوط النظام المجرم الذي أذاق السوريين أشد أنواع العذاب.

عنجاري يروي في لقاء مع سانا رحلته التي استمرت 12 عاماً منذ مغادرته حماة، وحتى عودته إليها أواخر العام الماضي حيث عمل ناشطاً صحفياً نقل صوت السوريين ومعاناتهم عبر وسائل الإعلام متنقلاً بين محافظتي حماة وإدلب.
يقول عنجاري: كنت طالباً في معهد التكييف والتبريد، وفجأة وجدت نفسي
بين الثوار ضد نظام الأسد المجرم حيث شاركت في المظاهرات بحماة منذ البداية، وكنا نهتف بحرارة لأننا نكره الظلم ثم انتقلت إلى التوثيق الإعلامي مع زملاء عبر غرف السكايب، ولم أتعرف عليهم شخصياً إلا بعد التحرير.
وأضاف عنجاري: أنا ابن حي الأربعين الثائر بحماة الذي ارتكب فيه النظام مجزرة راح ضحيتها 90 شهيداً، وبعدها أصبحت مطلوباً للنظام، فاضطررت لمغادرة الحي إلى ريف المدينة وعملت بالإعلام وتعلمت التصوير في المجال العسكري ثم تطور الأمر إلى تصوير تقارير صحفية في المجال الإنساني وعملت مع عدة مواقع إعلامية وبقيت في هذا المجال حتى انتصار الثورة.
وحول بداية عمله بعد خروجه من حماة، يقول عنجاري: أول مدينة انتقلت إليها خارج حماة هي كفر زيتا التي احتضنتنا كثوار وبعدها انتقلنا إلى عدة أماكن لتوثيق المعارك فيها مثل معرة النعمان وخان شيخون وكرناز وطيبة الإمام وكفر نبودة والهبيط وتنقلت كثيراً في منطقتي ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بحسب سير المعارك والعمل العسكري.
وأوضح عنجاري، أن حماة هي بذرة الخير في سوريا حيث قاومت نظام الأسد منذ زمن طويل، وقدمت شهداء كثر وضحت بأبنائها من أجل خلاص الوطن من النظام المجرم، لافتاً إلى أن خاله كان شهيداً في أحداث 1982 وخاله الآخر انشق عن النظام بناء على رغبته، ولكنه توفي لاحقاً في سجن صيدنايا.
وحول مواقف صعبة ومؤثرة في حياته يقول عنجاري: مراحل صعبة مرت في حياتي أقساها في 2/10/2012 عندما غادرت حي الأربعين بحماة وودعت أمي بعد أن سيطر النظام على المدينة ووعدتها أن أعود إليها بعد ثلاثة أشهر ولكن الوعد طال إلى أكثر من 12 عاماً.
ومن المواقف الصعبة أيضاً عندما خرجت من مدينة كفر نبودة التي أقام فيها فترة من الزمن يومها هاجمنا النظام بشراسة لكي يسيطر عليها ولم أخرج منها إلا في اللحظات الأخيرة وكنت أتألم بشدة لأن المسافة بيني وبين حماة أصبحت أكبر بعداً.
وعن لحظات النصر والتحرير، ختم عنجاري حديثه قائلاً: قبل تحرير حماة بعشرين يوماً، اتصلت بوالدتي التي طلبت مني المجيء لرؤيتها فوعدتها ألا أخيبها وهذا ما كان فعلاً، حيث تحررت حماة وكانت فرحتي لا توصف وخاصة عندما اقتربت من حي الأربعين وقررت الدخول رغم أن الاشتباكات لم تتوقف حينها، ولكن حنيني وشوقي لرؤية أمي واهلي كان أقوى وأجمل.