حلب-سانا
بعد سنوات من الدمار والخراب الذي طال مدينة تل رفعت في ريف حلب، نتيجة جرائم النظام البائد، تبرز اليوم جهود أبنائها في إعادة إحياء دور العبادة وبناء ما دمرته الحرب، حيث تكللت المبادرات الأهلية التطوعية بالتعاون مع المنظمات الخيرية ومديرية الأوقاف مؤخراً بإعادة تأهيل ثلاثة مساجد واستئناف نشاطها الديني، ليصبح عدد المساجد المؤهلة للعمل ستة مساجد.

مدير مكتب الأوقاف في مدينة تل رفعت نائل قرندل قال في تصريح لمراسلة سانا: إنه بعد التخريب والدمار الذي لحق بالمدينة، قمنا بإجراء دراسات ميدانية شاملة على المساجد للوقوف على حجم الأضرار، وتبين أن معظمها مدمّر باستثناء ثلاثة مساجد صغيرة هي بحاجة إلى إعادة تأهيل أيضاً.
وأشار قرندل إلى أنه بالتعاون مع منظمة “أثر الخير” ومنظمات خيرية متعددة وتضامن الأهالي، استطعنا مؤخراً ترميم ثلاثة مساجد، ليصبح لدينا اليوم ستة مساجد مؤهلة للعمل، فيما نتابع العمل على تأهيل ثلاثة أخرى لفتحها قريباً أمام الدروس الدينية وأداء الصلوات.

من جهته، لفت المواطن أحمد عليطو أحد أهالي المدينة إلى أنه بعد خمسة عشر يوماً فقط من التحرير تم البدء بترميم الجهة الغربية من مسجد الحسين بالتعاون مع المنظمات وأهل الخير، موضحاً أن أغلب الأعمال كانت تطوعية من قبل الأهالي من تمديدات كهربائية وتأمين أجهزة الصوت وحتى أعمال الصيانة الداخلية، ما يعكس روح التعاون والتضامن التي اتسم بها أهالي المنطقة لإعادة بناء مدينتهم.
الشيخ عمر العمر إمام أحد المساجد المعاد ترميمها، أكد أن الفضل في عودة الحياة إلى هذه المساجد يرجع إلى الجهود الذاتية لأبناء المدينة، حيث إن الدمار الذي طال أغلب المساجد كان كبيراً، إلا أن المبادرات الأهلية كان لها الدور الأكبر في ترميمها وإعادة الحياة إليها.
وبين العمر أن الجميع يعمل بروح واحدة للنهوض بهذه المنطقة وإعادة مكانتها الدينية والاجتماعية، معبراً عن أمله في أن تكون هذه المساجد مراكز إشعاع تعيد بناء المجتمع وتماسكه.
وتمثل هذه المبادرات نموذجاً حياً لقدرة الإرادة المجتمعية على تجاوز آثار الحرب، وقد انطلقت في مدينة تل رفعت مؤخراً حملة “ساهم فيها” لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات الحيوية بمشاركة مجلس مدينة حلب وفرق الدفاع المدني وفعاليات أهلية، ضمن خطة شاملة لإعمار ريف حلب.

