دمشق-سانا
يشكل الأوتستراد الدولي دمشق– درعا شرياناً رئيسياً لحركة النقل البري والتبادل التجاري بين سوريا ودول الجوار، الطريق الذي يبدأ من العاصمة دمشق، ويمتد بطول 108 كيلومترات بين بلدة نصيب في محافظة درعا السورية وبلدة جابر في محافظة المفرق الأردنية؛ يسهل حركة المواطنين والبضائع يومياً، إلا أن وجود بعض التشوهات في البنية التحتية والتهالكات التي تحتاج إلى معالجة فورية مازال يحتاج إلى المتابعة لتعزيز السلامة المرورية فيه.
إجراءات لإعادة تأهيل الطريق
المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية تعمل حالياً على إعادة تفعيل بعض العقود المبرمة سابقاً بما يخص صيانة الطريق، وفي هذا السياق، كشف المكلف بتسيير أعمال المؤسسة خضر فطوم، أنه تم التقدم بطلب للحصول على مبلغ 42 مليار ليرة سورية ضمن خطة عام 2026، لمعالجة العيوب والتشوهات وإعادة تأهيل الطريق.
وأشار فطوم إلى أن المؤسسة تعمل على إعادة تفعيل العقود المبرمة منذ عام 2024 لصيانة الطريق وضمان استمرارية العمل فيه، حيث وُضع جسران جديدان على الطريق، وهما جسر محجة وجسر خربة غزالة، لافتاً إلى أن هذه الأعمال تتم بالتعاون مع شركة ماتيير الفرنسية ضمن برنامج مشترك لإعادة تأهيل البنى التحتية.
ضرورة تعزيز السلامة المرورية
وفيما يتعلق بتعزيز السلامة المرورية للطريق، أكد فطوم ضرورة مواصلة أعمال الصيانة بشكل عاجل لهذا الطريق الاستراتيجي الحيوي، تفادياً للحوادث المرورية التي تتسبب بها السرعة الزائدة وعدم الانتباه والالتزام بقوانين السير.
وتعمل محافظة دمشق على تحسين الواقع الخدمي والطرقي لجزء الطريق الممتد من دمشق في منطقة نهر عيشة إلى أوتستراد درعا، حيث تنفذ مديرية الإنارة أعمال تأهيل وصيانة شاملة لتعزيز السلامة المرورية وتأمين رؤية أفضل للسائقين، وخاصة في ساعات الليل، وتتابع ورشات مديرية النظافة أعمال التنظيف لجسور المشاة والأنفاق على هذا المحور الذي يشهد كثافة مرورية يومية.
تأمين عبور آمن وأنظمة مراقبة إلكترونية
مديرية هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق نفذت مع بداية العام الدراسي مجموعة من الإجراءات لتعزيز السلامة المرورية على طريق دمشق- درعا (الجزء الممتد في دمشق)، تضمنت تركيب ثلاثة مطبّات في مواقع مدروسة لضبط السرعة وضمان عبور آمن للمشاة، وإغلاق ثلاث فتحات غير نظامية كانت تشكل خطراً على السلامة العامة، إضافة إلى صيانة الإشارات الضوئية على امتداد المدخل الجنوبي للطريق، لضمان سير حركة المركبات بشكل منظم وآمن.
خطة متكاملة وضعها فرع المرور بدمشق لتحقيق التوازن في توزيع الدوريات الثابتة والجوالة لتنظيم حركة السير والحد من الحوادث على الأوتستراد الدولي، وفق تصريح رئيس قسم العمليات في الفرع أنس الأطرش لـ سانا، مضيفاً: إن ذلك يأتي إلى جانب استخدام أنظمة المراقبة الإلكترونية، كالرادارات والكاميرات، لضبط المخالفات والسيطرة على السرعات الزائدة.
انتشار الدوريات حسب الموقع وطبيعة الطريق
وبين رئيس قسم العمليات في فرع المرور بدمشق أن توزيع الدوريات على طريق دمشق- درعا يتم حسب خطورة الموقع وطبيعة الطريق، للتأكد من مدى التزام السائقين، أما داخل مدينة دمشق فتتمركز الدوريات على النقاط المرورية المزدحمة لضمان الانسيابية، بينما تنتشر الدوريات الجوالة للتدخل السريع لمنع حدوث أي اختناقات مفاجئة.
وأوضح الأطرش أن انتشار الدوريات وفق نظام المناوبة على مدار 24 ساعةً وإعادة تنظيم نقاط المراقبة وتفعيل الرادارات بشكل فعّال، الهدف منه خفض عدد الحوادث التي كانت مرتفعة جداً على هذا الطريق.
ضرورة الالتزام بقواعد وقانون السير
ودعا الأطرش المواطنين إلى الالتزام بعبور الطريق عبر الإشارات الضوئية أو الجسور المخصصة، وخاصة في المناطق الخطرة مثل منطقة نهر عيشة، وإلى عدم استخدام الهاتف أثناء القيادة وعدم قطع الطرقات بالتزامن مع التكلم عبر الهاتف.
ولفت الأطرش إلى أن إدارة المرور أطلقت حملات توعية أسبوعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لرفع وعي السائقين والمشاة حول السلامة المرورية، كما تم تشديد العقوبات على المخالفين، ولا سيما السائقين الذين لا يلتزمون بالتعليمات.
الجهات المعنية في المرور والمحافظة والنقل، تسعى من الإجراءات السابقة إلى الحد من الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق مراراً، إلا أن ذلك يحتاج إلى الإسراع بإكمال صيانة الطريق من جهة وإلى إلزام المواطنين والسائقين باتباع قوانين السير أثناء المرور فيه من جهة أخرى.