دمشق-سانا
نظّم مركز عمران للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية في جامعة دمشق اليوم، محاضرة بعنوان “دور الجاليات السورية في المهجر في دعم عملية بناء الدولة”، وذلك في قاعة كلية الحقوق بجامعة دمشق، بمشاركة باحثين وطلاب وأكاديميين.

وأكد الرئيس التنفيذي للمنتدى السوري غسان هيتو خلال المحاضرة، أن السوريين المغتربين ليسوا مجرد جالية في الخارج، بل يمثلون رصيداً بشرياً ومالياً وثقافياً وسياسياً حيوياً لسوريا المستقبل، مشدداً على أن تفعيل دورهم يتطلب بيئة داخلية مستقرة تتيح لهم المشاركة الفاعلة في إعادة البناء.
ولفت هيتو الذي عاش في المهجر منذ عام 1983 وعاد إلى دمشق بعد 42 عاماً، إلى أن المطلوب اليوم هو تذليل العقبات أمام مشاركة المغتربين وتشجيعهم على الانخراط في دعم وطنهم بشكل مستدام، ليس فقط عبر الأموال، بل من خلال الخبرات والمعرفة والعلاقات التي يمتلكونها.
وبيّن هيتو أن للمغتربين دوراً محورياً في ثلاثة مجالات رئيسية.
المشاركة في صياغة المستقبل السياسي.
الاستثمار ونقل الخبرات والتجارب الجديدة.
دعم المجتمع المدني والتواصل الثقافي.
وأشار إلى أن الاستفادة من طاقات السوريين في الخارج يمكن أن تتحقق من خلال: مجالس استشارية للمغتربين، وتمثيل سياسي، وإطلاق منصات للحوار الوطني، وصناديق استثمار خاصة، وتقديم حوافز وإعفاءات، إضافة إلى برامج لعودة الكفاءات ومشاريع شبابية وثقافية تستفيد من طاقات الجيل الثاني من المغتربين.

من جانبه، أوضح مدير البحوث في مركز عمران معن طلاع، أن تنظيم هذه المحاضرات في جامعة دمشق يهدف إلى تعزيز الشراكة في النقاش الوطني، مشيراً إلى أن برنامج التعاون المشترك يقوم على ثلاث مراحل تبدأ بالمحاضرات المعرفية، تليها تدريبات بحثية، وتنتهي ببرامج زمالة تخدم الطرفين.
وأكد طلاع أن هذه الخطوات تشكّل أساساً عملياً للتفاهم والعمل المشترك، وتسهم في تطوير الدراسات الإستراتيجية وتعزيز دور البحث العلمي في دعم مسار التنمية الوطنية.
التنمية واستقطاب الكفاءات
وتطرقت مداخلات الحضور إلى أن تحقيق التنمية المستدامة في سوريا، يتطلب استقطاب الكفاءات ومعالجة نقص الخبرات، إلى جانب تهيئة بيئة آمنة ومستقرة تشجع الاستثمارات وتطلق طاقات الشباب في الداخل.
وتندرج هذه الفعالية ضمن سلسلة محاضرات ينظمها مركز عمران، أحد برامج المنتدى السوري، وهو منظمة أهلية غير ربحية تعمل على دعم السوريين في الداخل ودول الاغتراب من خلال التنمية المستدامة، مبادرات الحكم الرشيد، وبرامج التمكين الاقتصادي، بما يسهم في بناء مجتمع متكافئ وتعزيز صلة المغتربين بوطنهم.


