دمشق-سانا
في إطار فعاليات الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، قدّم مدير النقل البري في وزارة النقل، المهندس علي أسبر، محاضرة متخصصة في جناح الوزارة، استعرض خلالها ملامح خطة وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز التكامل المحلي والإقليمي في مجالي النقل الطرقي والسككي، بما يعيد لسوريا موقعها المحوري كعقدة وصل إستراتيجية بين الشرق والغرب.

وأوضح أسبر أن الوزارة تركز جهودها على إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة بفعل الحرب، وتطوير محاور الربط الإقليمي لتسهيل حركة النقل والتجارة بين المحافظات والدول المجاورة، بما يدعم التنمية الاقتصادية، ويُسهم في تقليل تكاليف النقل وتحقيق الاستدامة البيئية.
وفي مجال النقل الطرقي، أشار إلى أن الشبكة الطرقية المركزية تغطي جميع المحافظات لكنها بحاجة ماسة إلى الصيانة والتأهيل، لافتاً إلى أن الإنفاق الحالي لا يتجاوز 2% من إجمالي الشبكة، في حين أن المعايير العالمية توصي بتخصيص ما لا يقل عن 20% سنوياً لصيانة الطرق وضمان السلامة المرورية.
واستعرض أسبر عدداً من المشاريع الحيوية الجاري تنفيذها، أبرزها:
طريق حماة – السلمية بنسبة إنجاز 75%.
طريق حمص – مصياف: 96% للمرحلة الأولى، و58% للمرحلة الثالثة.
طريق حمص – السلمية بنسبة إنجاز 77%.
النقل السككي.. تحديات وإحياء عبر BOT

أما على صعيد النقل السككي، فقد أشار أسبر إلى أن شبكة السكك الحديدية في سوريا تعرضت لأضرار جسيمة، حيث تجاوزت نسبة التدمير 80%، وشملت تدمير جسور وأنفاق وفقدان 93 قاطرة و401 مقطورة، مما أثر بشكل مباشر على أداء القطاع.
وأكد أن العمل جارٍ حالياً باستخدام 11 قاطرة فقط، مع بحث صيغ تمويلية جديدة مثل نظام BOT (البناء–التشغيل–النقل) لإعادة تأهيل الشبكة نظراً لأهميتها الإستراتيجية.
رؤية مستقبلية للربط الإقليمي والداخلي
استعرض أسبر الرؤية المستقبلية للوزارة، التي تتضمن:
إعادة ربط سوريا بدول الجوار عبر الخطوط الدولية.
تأهيل الشبكة الداخلية لربط المحافظات بشكل فعّال.
تطوير مشاريع مترو دمشق وقطارات الضواحي لتخفيف الضغط عن العاصمة.
ربط المرافئ البحرية والمناطق الحرة بالشبكة السككية.
تحديث خطوط نقل الفوسفات بما يعزز الدور اللوجستي لسوريا.
ومن المحاور الإقليمية الأساسية الجاري العمل عليها:
محور حلب– الراعي– دير الزور– البوكمال– دمشق– الحدود الأردنية.
تطوير محور حلب – دمشق لربط أوروبا بالخليج العربي وخليج العقبة
كما كشف أسبر عن دور محطة القابون المستقبلية كمركز ربط بين مشروع مترو دمشق وخطوط قطارات الضواحي، ضمن خطة إستراتيجية تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في منظومة النقل السورية، وجعلها أكثر كفاءة واستدامة.
تفاعل الحضور واستفسارات فنية
شهدت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من الحضور، الذين أبدوا اهتماماً بالمشاريع المطروحة، وطرحوا عدداً من المداخلات والاستفسارات الفنية حول آليات التنفيذ والتمويل، مشيدين بالرؤية المتوازنة بين إعادة الإعمار والتحديث، وبتوجه الوزارة نحو الشراكات الفعالة لتطوير منظومة النقل في البلاد.
حضر المحاضرة معاون وزير النقل لشؤون النقل البري محمد رحال، وعدد من المديرين العامين في المؤسسات التابعة للوزارة، إلى جانب عدد من المختصين والمهتمين في الشأنين الهندسي والاقتصادي.



