دمشق-سانا
ضمن مشاركتها الفاعلة في الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، قدّمت هيئة التميز والإبداع مشهداً علمياً متكاملاً عبّر عن حضور شبابي متألق، ومشاريع بحثية وتقنية تنمّ عن طاقات واعدة، وقدرات علمية يمكن البناء عليها في دعم مسارات التنمية الوطنية.

جناح الهيئة في المعرض شهد تفاعلاً مميزاً من الزوار الذين اطلعوا على قصص نجاح طلاب الهيئة، واستمتعوا بجولة داخل أركان الجناح، الذي يعكس التفوق والإبداع الشبابي، حيث قدّم الطلاب المشاركون مجموعة من المشاريع العلمية والتطبيقية التي أظهرت قدراتهم المميزة في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والعلوم الطبية.
روبوتات ذكية لخدمة الإنسان
المهندس كرم الحواط من خريجي البرامج الأكاديمية في هيئة التميز والإبداع اختصاص روبوت وأنظمة ذكية، أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن مشاريع التخرج المعروضة شملت ابتكارات عملية، منها روبوت ملاحق للأهداف المتحركة يمكن استخدامه في المراكز التجارية أو المطارات لمرافقة الأشخاص وحماية أغراضهم، إضافة إلى روبوت استكشاف البيئات الخطرة مثل المواقع الأثرية أو المناطق الملوثة إشعاعياً وكيميائياً بهدف جمع البيانات ورسم خرائط ثلاثية الأبعاد للمكان، وكذلك مشروع روبوت محاك لعمل المعالج الفيزيائي يعمل عبر محركات وكاميرات لتقليد حركات العلاج الفيزيائي، ما يسهم في توفير الوقت والجهد للمرضى.
ابتكار تقني لدعم الصم والبكم

من جانبه، قدّم الطالب يحيى فيوض، سنة ثالثة اختصاص ميكاترونيكس من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، مشروعاً لبناء نظام للتعرف على إيماءات اليد وتحويلها إلى نص مكتوب لمساعدة الصم والبكم على التواصل، مشيراً إلى أن المشروع يعتمد على معالجة 15 إيماءة مختلفة، محققاً دقة تجاوزت 95 بالمئة، مع إمكانية تطويره ليشمل الأبجدية الكاملة، ما يتيح استخدامه في وسائل التواصل الاجتماعي ويعزز اندماج ذوي الإعاقة بالمجتمع.
بحوث طبية لدعم الصحة المجتمعية

وفي مجال العلوم الطبية الحيوية، عرضت الطالبة نغم ضاهر إحدى الخريجات مشروعها المتضمن دراسة ارتباط بعض التغيرات الوراثية بالعقم الذكري مجهول السبب، وشملت عينة من 49 رجلاً، حيث أظهرت النتائج وجود علاقة وثيقة بين أحد التعددات الشكلية الجينية وفقدان الخصوبة، مؤكدة أن مثل هذه المشاريع تساعد على إعداد قاعدة بيانات وراثية محلية تسهم في فهم طبيعة الأمراض المنتشرة مجتمعياً وطرق معالجتها مستقبلاً.
وعلى مدار أيام المعرض، يتيح جناح الهيئة للمهتمين الاستفادة من المعلومات والخدمات المقدمة داخله، ومن بينها المساعدة في التسجيل للأولمبياد العلمي السوري لموسم 2026.
ويُعد معرض دمشق الدولي منذ انطلاقته عام 1954 أحد أبرز المعارض في المنطقة، إذ تحوّل على مدى عقود إلى منصة وطنية وعالمية للتعريف بالقدرات الاقتصادية والعلمية والثقافية لسوريا، ونافذة للتعاون والشراكات الإقليمية والدولية.
وتأتي مشاركة هيئة التميز والإبداع في هذا السياق لتؤكد توجه الدولة نحو الاستثمار في العقول الشابة وتحويل طاقاتهم الإبداعية إلى مشاريع عملية قابلة للتطبيق في مجالات الصناعة والصحة والاقتصاد والتكنولوجيا، بما يعزز مسيرة التنمية الوطنية المستدامة.







