ريف دمشق-سانا
يشهد جناح قطاع المياه في الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، الذي يضم المؤسسة العامة لمياه دمشق وريفها والهيئة العامة للموارد المائية، إقبالاً واسعاً من الزوار، لما يقدّمه من محتوى غني يوثق عراقة المؤسسة، ويعرض مشاريعها الإستراتيجية في مجال تأمين المياه، إلى جانب مبادرات توعوية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الترشيد لدى مختلف الفئات المجتمعية.

وفي تصريح لمراسلة سانا، أوضح المهندس أحمد درويش، المدير العام لمؤسسة مياه دمشق وريفها، أن مشاركة المؤسسة في المعرض تأتي لإبراز إنجازاتها في مختلف مجالات عملها، مشيراً إلى أن المؤسسة نقلت صندوق شكاوى المواطنين إلى الجناح ليكون قناة تواصل مباشرة مع الزوار، تتيح لهم تقديم ملاحظاتهم ومقترحاتهم وشكاواهم بشكل مباشر.

وقدّم الجناح فيلمين توثيقيين، الأول يستعرض أبرز الأعمال المنجزة خلال النصف الأول من عام 2025، والثاني يركّز على التوعية بترشيد استهلاك المياه، كما تم توزيع بروشورات توعوية بالتزامن مع الحملة الإعلامية المستمرة عبر منصات وزارة الطاقة، إلى جانب عرض مجسمات ضخمة لمنشأة نبع الفيجة، ومركز ضخ الوالي، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، في مشهد يعكس البنية التحتية المتقدمة للمؤسسة.
مشاريع إستراتيجية لخدمة التنمية المستدامة

من جانبه، أشار باسل كمال الدين، معاون مدير الهيئة العامة للموارد المائية، إلى أن الجناح يشكّل منصة تعريفية بخدمات الهيئة الموجّهة للمواطنين والقطاعات الاقتصادية، موضحاً أن الهيئة تضطلع بدور محوري في إدارة واستدامة الموارد المائية على المستوى الوطني، من خلال إعداد الدراسات الفنية، والإشراف على مشاريع الري والسدود وشبكات المياه.
وبيّن كمال الدين أن الجناح قدّم عروضاً تعريفية شاملة حول السدود، وشبكات الري، والأحواض المائية، إضافة إلى شرح آليات العمل المعتمدة، والدور الإستراتيجي للهيئة في الحفاظ على التوازن المائي وتحقيق الأمن المائي في مختلف المحافظات.
ولفت إلى أن الجناح شهد اهتماماً كبيراً من الزوار المحليين والعرب والأجانب، الذين أبدَوا رغبة في التعاون بمجالات متعددة، أبرزها بناء السدود، وتطوير المشاريع المائية، وتبادل الخبرات في مراكز البيانات وتحليل المعلومات، إلى جانب برامج التدريب وبناء القدرات.
الجناح مساحة تعليمية وتفاعلية لطلاب الاختصاص
وفي السياق ذاته، أوضح محمد باسل مشخص، رئيس دائرة جمع وتصنيف البيانات في الهيئة، أن الجناح استقطب طلاب كليات الهندسة المدنية والجغرافية، الذين أبدَوا اهتماماً كبيراً بالخرائط المعروضة، وخاصة خرائط الأمطار والهيدرولوجيا وتوزّع المحطات المناخية، لما لها من أهمية علمية في مقرراتهم الأكاديمية.

كما استقطب الجناح الأطفال، حيث قُدمت لهم شروحات مبسّطة وممتعة حول الدورة الهيدرولوجية للمياه ومفاهيم التبخر والتكاثف، بأسلوب يتناسب مع أعمارهم، ما أضفى طابعاً تعليمياً تفاعلياً على المشاركة.
شهادات الزوار: جناح يدمج التراث بالتقنية
وأشادت المحامية سارة لطيفة بالجهود المبذولة في التوعية بقضايا المياه، معتبرة أن التركيز على الأطفال يعكس إدراكاً عميقاً لأهمية غرس ثقافة الترشيد في الأجيال القادمة. فيما عبّر الزائر خالد الحسن عن إعجابه بعرض التطور التاريخي لعدادات المياه، مؤكداً أن الجناح يجمع بين الأصالة والحداثة، وخاصة من خلال الجلسة الدمشقية المزينة بالبروكار، التي تعكس ارتباط المؤسسة بتاريخ المدينة.
أما عدنان الشوشو، أحد مصابي الثورة السورية، فقد عبّر عن ارتياحه لما لمسه من مستوى عالٍ من التنظيم والأمن والإقبال الجماهيري، مشيراً إلى أن المعرض يشكّل خطوة مهمة نحو تطوير العمل المؤسساتي في سوريا، ويعكس تطوراً ملحوظاً في طبيعة المشاركات والخدمات مقارنة بالسنوات السابقة.
ويؤكد جناح قطاع المياه في معرض دمشق الدولي أن المياه ليست مجرد مورد حيوي، بل قضية وطنية وتنموية تتطلب تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية للحفاظ عليها، وتعزيز إدارتها بما يخدم حاضر سوريا ومستقبلها.


