واشنطن-سانا
بعد إدخال تعديلات على الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إشارات واضحة على القبول بها، كاشفاً أن النسخة المعدّلة تنص على وقف القتال عند خطوط الجبهة الحالية، من دون حسم نهائي لمصير الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
زيلينسكي، الذي وصف محادثاته مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر بأنها “جيدة للغاية”، أشار إلى إمكانية اتخاذ قرارات مهمة قبل مطلع العام الجديد، معلناً عن لقاء قريب مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مع وجود “أفكار بنّاءة قد تسهم في التوصل إلى نتيجة مشتركة وسلام دائم”.
النسخة المعدّلة
بخلاف النسخة السابقة التي أعدّها الأمريكيون، لا تتضمن الخطة الجديدة مطلبين أساسيين لموسكو، هما: انسحاب القوات الأوكرانية من إقليم دونباس، والتزام قانوني من كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وكشف زيلينسكي للمرة الأولى أن الخطة المعدّلة، والتي تحمل اسم “الإطار”، تتألف من 20 بنداً، وتشكل وثيقة سياسية أساسية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا لإنهاء الحرب.
الموقف الروسي
ورغم قبول زيلينسكي ببنود الخطة، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن ممثلين عن القيادتين الروسية والأمريكية أجروا اتصالاً هاتفياً عقب زيارة المبعوث الروسي كيريل دميترييف إلى واشنطن، مؤكداً الاتفاق على مواصلة الحوار من دون تقديم تفاصيل إضافية أو إبداء موقف رسمي من الخطة.
في المقابل، أشارت مصادر برلمانية روسية إلى أن عدداً من البنود التي كشف عنها زيلينسكي لا تتوافق مع الموقف الروسي، وخصوصاً ما يتعلق بالأراضي، إضافة إلى غياب أي اعتراف بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم والأقاليم الأربع: لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيه وخيرسون، كما رفضت كييف رسمياً التخلي عن مطلبها بالانضمام إلى “الناتو”، ورفضت القيود المقترحة على حجم جيشها.
تقدّم بطيء
ورغم غياب موقف روسي واضح، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا: إن ما يجري إحرازه عبر النقاشات يمثل “تقدماً بطيئاً لكنه مطرد”، في إشارة إلى استمرار المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية.
في الوقت ذاته، تتواصل العمليات العسكرية على الأرض، إذ أعلنت القوات الأوكرانية استخدام صواريخ “ستورم شادو” البريطانية لاستهداف مصفاة النفط الروسية “نوفوشاختينسك” في منطقة روستوف، فيما كثّفت روسيا ضرباتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ ضد شبكة الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن الملايين.
وبينما تتصاعد الهجمات المتبادلة، يظل السؤال مطروحاً حول قدرة الدبلوماسية على تحقيق اختراق حقيقي، وما إذا كانت اللقاءات والمحادثات المكثفة التي جرت في الأسابيع الماضية ستفضي إلى الهدف المرجو بإنهاء الحرب.