بانكوك وبنوم بنه-سانا
تجددت المواجهات المسلحة اليوم على الحدود بين تايلاند وكمبوديا، مُسفرة عن مقتل سبعة مدنيين كمبوديين وثلاثة جنود تايلانديين، في ظل اتهامات متبادلة بين الجانبين بشأن تجدد الاشتباكات بعد أقل من شهرين على وقف إطلاق النار الذي توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واتهمت وزارة الدفاع الكمبودية تايلاند بارتكاب “أعمال وحشية وغير قانونية”، قائلة إن تسعة مدنيين قتلوا منذ أمس الإثنين وأصيب 20 آخرون بجروح خطيرة.
وقال رئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين في منشور له على فيسبوك : بعد تنفيذ تايلاند ضربات جوية على المناطق الحدودية، انتظر الجانب الكمبودي أكثر من 24 ساعة من أجل احترام وقف إطلاق النار وإتاحة الوقت لإجلاء الناس إلى مكان آمن، ليقوم بالرد الليلة الماضية، وهذا الصباح”.
فيما أعلن الجيش التايلاندي مقتل جنديين، أحدهما في انفجار قنبلة يدوية بالقرب من معبد برياه فيهير المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وجندي أمس الإثنين كما أشار إلى إصابة حوالى ثلاثين جنديا بجروح منذ استئناف المعارك.
التصعيد الأعنف
وشهد البلدان أمس اشتباكات هي الأعنف منذ تبادل إطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة الذي استمر خمسة أيام في تموز الفائت، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 48 شخصاً ونزوح مئات الآلاف.
وكان تصاعد التوتر منذ أن علقت تايلاند الشهر الماضي إجراءات خفض التصعيد المتفق عليها بعد أن أصيب جندي تايلاندي جراء لغم أرضي قالت بانكوك إن كمبوديا زرعته.
فشل التهدئة
وكانت توسطت الولايات المتحدة والصين وماليزيا، بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)،في مفاوضات لوقف القتال في تموز الفائت، كما دعم الرئيس الأميركي إعلاناً مشتركا أشاد فيه باتفاقات تجارية جديدة مع تايلاند وكمبوديا بعد موافقتهما على تمديد وقف إطلاق النار بينهما.
وعًلّق الاتفاق في الشهر التالي، إذ تبادل الجانبان وقتها الاتهامات ما دفع البلدين إلى تعزيز كبير للقوات على الحدود وتصاعد الأمر إلى اشتباكات مسلحة بعد انهيار المساعي الدبلوماسية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الماليزي أمس، الطرفين إلى ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية.
يشار إلى أن تايلاند وكمبوديا تتنازعان منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما الممتدة على طول 800 كيلومتراً والتي يعود تاريخها إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي، إذ أثارت النزاعات على المعابد القديمة مناوشات مسلحة من حين لآخر أسفرت عن أضرار بشرية ومادية.