الخرطوم-سانا
أدانت وزارة الخارجية السودانية بشدة، الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع على منطقة كلوقي، وأسفر عن عشرات الضحايا أغلبهم أطفال، في وقت تستمر فيه المعارك في مناطق عدة بإقليم كردفان الاستراتيجي وسط عمليات كر وفر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما لوّحت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على أطراف الحرب وسط تعثر جهود وقف إطلاق النار.
عشرات القتلى والمصابين في كلوقي
وقالت الخارجية السودانية في بيان نقلته وسائل إعلام محلية: إن قوات الدعم السريع نفذت هجوماً في مدينة كلوقي بجنوب كردفان، أسفر عن سقوط 79 من المدنيين، بينهم 43 طفلاً و6 نساء، إضافة إلى إصابة 38 آخرين، واصفة ما جرى بأنه “عمل يستهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا بين المدنيين”.
البيان أوضح أن الهجوم بدأ باستهداف روضة أطفال عبر صواريخ أطلقت من طائرة مسيرة، ما أدى إلى إصابات وخسائر بشرية بين التلاميذ، وأضاف: إن المواطنين الذين حاولوا إنقاذ الأطفال تعرضوا لهجوم جديد على الموقع ذاته، الأمر الذي أدى إلى مزيد من الإصابات بين المدنيين، بما في ذلك أطفال لم يتأثروا في الضربة الأولى.
وزارة الخارجية ذكرت أن الهجمات امتدت إلى المستشفى الريفي الذي نُقل إليه المصابون، حيث تعرض المكان للقصف، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 79 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، مؤكدة أن استهداف الأطفال والمصابين “سابقة خطيرة وهذه الممارسات تمثل تجاوزاً للقوانين والأعراف الإنسانية”.
كر وفر في معارك كردفان
وبحسب مصادر عسكرية، شهدت ولاية جنوب كردفان تطوراً ميدانياً جديداً، حيث واصلت قوات الدعم السريع محاولاتها قطع الطريق الحيوي الذي يربط مدينتي كادقلي والدلنج، فيما تتواصل الاشتباكات في مناطق متعددة من إقليم كردفان الذي يمثل نقطة استراتيجية تربط وسط السودان بغربه.
ويواصل الجيش السوداني السيطرة على مدن كادقلي والدلنج وأبو جبيهة وكلوقي وتلودي، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على مناطق كاودا وهبيلا وعدد من البلدات المجاورة، في حين تشهد الأطراف القريبة من كادقلي والدلنج اشتباكات متقطعة ومعارك كر وفر، وتدور أعنف المواجهات في الجهة الشرقية حيث تمكن الجيش من السيطرة على مناطق مفتوحة والجبال الستة، متقدماً نحو الموريب الذي يعد أحد أكبر معاقل الدعم السريع في الإقليم.
واشنطن تلوّح بعقوبات جديدة
ونشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً، قالت فيه: إن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات واسعة ضد الأطراف المشاركة في الحرب بالسودان، وسط تعثر وفشل محاولات وقف إطلاق النار.
وأوضحت الغارديان، أن “تفكير واشنطن بخيار العقوبات هو اعتراف تكتيكي بفشل المبعوث الأمريكي مسعد بولس في إقناع الطرفين المتحاربين، بالقبول بوقف إطلاق النار”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الأسبوع الماضي بدء الجهود لوقف الحرب بعدما طلب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، شخصياً، التدخل وحل الحرب في السودان، ولكن بولس، الذي يحاول منذ عدة أشهر إقناع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدعم اتفاق وقف إطلاق النار، لم يحقق أي نتيجة.
وقدمت الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، في الـ 12 من أيلول الماضي خطة لهدنة إنسانية تستمر لمدة 3 أشهر تقود إلى عملية سياسية تستمر 9 أشهر، لكن هذه الخطة لم تحقق نتاجاً، حيث استمرت المعارك والهجمات بين طرفي الحرب.
وتتصاعد الأزمة في السودان مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان 2023، ما أسفر عن عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين المدنيين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.