بروكسل-سانا
بحث وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في العاصمة البلجيكية بروكسل، الخطط الرامية إلى رفع الجاهزية الدفاعية للقارة وتعزيز العمل المشترك في مواجهة التهديدات المتصاعدة، في وقت يشهد فيه برنامج التمويل الدفاعي الأوروبي”سايف” توسعاً بانضمام كندا إليه.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو تأكيده أن الاجتماع الذي انعقد أمس مهم وبنّاء لإعادة التأكيد على الدور المركزي للدول الأعضاء في السعي إلى تحقيق دفاع أوروبي مشترك قوي وكفء وفعال، حيث شدد على ضرورة تعزيز مهام قوات الاتحاد الناشطة في الخارج، وتجنب الازدواجية والنظر في مشاركة دول شريكة أخرى.
بحث في المشاريع الدفاعية المشتركة
وبحث الوزراء خلال الاجتماع تعزيز المشاريع الدفاعية الأوروبية المشتركة، بما في ذلك مبادرات أطلقتها المفوضية الأوروبية في تشرين الأول الماضي، تتعلق بحماية الحدود، والتصدي للطائرات المسيرة، والدفاع الجوي والفضائي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات الردع ضد أي تهديدات محتملة.
وجاء هذا الاجتماع في أعقاب الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء الراغبة في الاستفادة من برنامج تمويل الدفاع الأوروبي “سايف”، والبالغ 150 مليار يورو (174 مليار دولار)، لتقديم خطط مفصلة حول كيفية استخدام التمويل المقترح.
وكانت 19 دولة من أصل 27 عضواً أعربت عن اهتمامها بالمشاركة في هذا المخطط التمويلي، فيما فشلت مفاوضات انضمام بريطانيا إلى الصندوق، على خلفية خلافات تتعلق بحجم المساهمة المالية المطلوبة من الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي.
كندا تنضم إلى سايف
وخلال اجتماع بروكسل أعلن الاتحاد الأوروبي وكندا اتفاقاً يسمح لأوتاوا بالانضمام إلى برنامج تمويل الدفاع الأوروبي المعروف باسم “سايف”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني في بيان مشترك: “في هذه الأوقات المضطربة
جيوسياسياً، فإن (سايف) هو وسيلة لزيادة التعاون وتحقيق أهداف الدفاع والإنفاق بشكل أفضل”.
ويهدف برنامج “سايف” أو العمل الأمني لأوروبا، إلى تقديم قروض للدول المشاركة بشروط مؤاتية لشراء الأسلحة بشكل مشترك مع شركاء آخرين.
فاتورة أوروبية دفاعية مرتفعة
وفقاً للوكالة الأوروبية للدفاع، أنفقت دول الاتحاد 343,2 مليار يورو على الدفاع في عام 2024، وشكلت ألمانيا وفرنسا معاً 44 بالمئة من إجمالي الإنفاق.
وارتفع الإنفاق الدفاعي في الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ مع تصاعد التهديدات العالمية، إذ تضاعف تقريباً خلال السنوات الخمس الماضية، فيما توقعت الوكالة أن يبلغ 392 مليار يورو في عام 2025.
ويربط كثير من خبراء الأمن هذا الارتفاع الحاد مباشرة بالحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب تعثر الدعم الأمريكي للأمن الأوروبي، إذ دفعت الحرب الروسية-الأوكرانية والاضطرابات العالمية المتصاعدة دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم منظومتها الدفاعية، سواء لجهة الإنفاق أو تطوير الصناعات العسكرية أو توسيع الشراكات مع الدول الحليفة.
وخلال الأعوام الماضية، كثّف الاتحاد الأوروبي إطلاق مبادرات دفاعية جديدة تهدف إلى تقليص الفجوة التقنية والعسكرية مع القوى الكبرى، وتنويع مصادر التسلّح، وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للتهديدات، وخصوصاً في مجالات الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة وحماية الحدود.
وتشير تقارير أوروبية متخصصة إلى أن الزيادة المستمرة في الإنفاق الدفاعي، إلى جانب إطلاق برامج مثل “سايف”، يعكسان توجهاً واضحاً نحو بناء قوة ردع أوروبية أكثر تماسكاً، في ظل مشهد دولي يتسم بتغير موازين القوة وارتفاع المخاطر الأمنية.