جنيف-سانا
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع في قطاع غزة لا يزال كارثياً، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية، رغم مرور أكثر من شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم المكتب ينس لاركيه في بيان له اليوم: إن الاتفاق سمح نظرياً بزيادة الوصول الإنساني، إلا أن ما تحقق على الأرض لا يزال بعيداً عن تلبية الاحتياجات الهائلة، مبيناً أن القيود الإسرائيلية تعيق وصول المساعدات بشكل كاف إلى الفلسطينيين، وما تحتاجه غزة هو تدفق مستمر وآمن للمساعدات دون قيود.
وبين لاركيه أن الأمم المتحدة تمكنت من إيصال الغذاء إلى أكثر من مليون شخص ونقل مواد الإيواء والمياه والأدوية والمستلزمات الإنسانية الأخرى، لكن هذه الجهود غير كافية أمام حجم الأزمة، في ظل العراقيل الكثيرة والعدد المحدود من الشاحنات التي تدخل القطاع.
وأشار لاركيه إلى أن إدخال المساعدات يقتصر حالياً على معبرين فقط، والمنظمات غير الحكومية تواجه صعوبات في الحصول على تصاريح لإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الأخرى.
وشدد المتحدث باسم المكتب على أن الوضع في غزة صعب للغاية بعد عامين من الدمار والحرب، مبيناً أن الأزمة تركت آثاراً عميقةً على الفلسطينيين، وداعياً دول العالم إلى عدم التخلي عن غزة، وتذكر معاناة أهلها الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي، فإن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ما زالت تتدهور تحت وطأة القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات، والدمار الناتج عن الحرب، وانهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية، مع تحديات موسم الشتاء، حيث تؤكد العديد من المنظمات الدولية، أن الحل لا يكمن فقط في إدخال شاحنات مساعدات محدودة، بل في تدفق مستمر وآمن للمساعدات الإنسانية دون قيود، إلى جانب إعادة إعمار البنية التحتية الأساسية لتخفيف معاناة الفلسطينيين.